ولا تقللـوا مـن عـودة العديـد مـن الأهالـي إلـى ممارسـة دورهـم فـي إعـداد الطعـام الطــازج وتنظيــف المنــزل وتعليــم أولادهــم والتفاعــل معهــم، وإشــاعة وســواس النظافـة الحميـد واتبـاع عـادات صحيـة وغذائيـة سـليمة، وربمـا القضـاء علـى بعـض العـادات الصحيّـة والاجتماعيّـة السـيئة. ومُسـتقبلً لا ب ُـدّ أن تأخـذ تجرب ـة العمـل مـن المن ـزل والتعلي ـم عـن بعـد، والتعامـل معهمـا، أبعـادًا جدي ـدة تتخطـى الحاجـة القسـريّة إليهمـا. سنكتشـف مـن جديـد معنـى ومغـزى العـودة إلـىالله والنعـم التـي أسـبغها علينـا والتــي لــم نُــدرك قيمتهــا فــي حينهــا، وأن العالــم الــذي نعيــش فيــه هــشّ للغايــة. وسنكتشـف مـدى قـوّة الكلمـة الطيّب ـة والالتفات ـة الإنسـانية وتأثيرهـا فـي لملمـة الجــراح، وأهمّيــة وضــع ســلّم للأولويّــات فــي الحيــاة. وســوف نكتشــف بعــد ســنين طـوال، ب ـأن بيوتن ـا هـي ملذن ـا الآمـن ودرعن ـا المتي ـن. سنكتشـف مـن هـم العائلـة، والأقربـاء، والأصدقـاء، والجيـران... فالمصائب والشـدائد خيـر ميـزان ومعيار. وسنكتشـف أنن ـا عُدن ـا إل ـى الإمسـاك بمقـدّرات الأمـور بأنفسـنا بعـد أن تركن ـا ذل ـك طوي ـاً للآخري ـن. جائحـة كورونـا أطاحـت بالكثيـر مـن المُسـلّمات والأسـاطير، وكشـفت المسـتور فـي العديـد مـن المؤسسـات والبلـدان، وجعلتنـا نتأكـد أن الإنسـان هـو أغلـى مـا نملـك في الحيـاة. وربمـا تُنتـج هـذه الكارث ـة نظامًـا عالميّـا جدي ـدًا أكثـر عـدً وإنسـانية، إضافـة إلــى التأثيــر الإيجابــي علــى البيئــة وتخفيــف التلــوث. وربمــا تتســبب محليّــا فــي إعــادة ترتيـب نظـرة المجتمـع (الـذي أصبـح مقلوبًـا بـكل المقاييـس) بخصـوص فعالياتـه. وبـاء كورونـا دفـع العالـم جزئيّا إلى نسـيان الحـروب والصراعـات المذهبيـة والطائفية والدينيــة والعرقيــة، والانشــغال بمحاربــة هــذا الوبــاء باكتشــاف الــدواء مــن خــال البحـث العلمـي، والتسـارع إلـى تبـادل الخبـرات وتقديـم المسـاعدات. رغـم خطـورة الوضـع فـإن هنـاك جوانـب إيجابيـة، حيـث أصبـح كل إنسـان يفكـر فـي المـوت حتـى وهـو آمـن فـي منزلـه خوفًـا مـن إصابتـه بهـذا الوبـاء القاتـل، ولـم يعـد أمـام الجميـع إلا العـودة إلـىالله. وعسـى أن تكرهـوا شـيئًا وهـو خيـر لكـم، وتذكـروا أن مـع العسـر يسـرًا، وأن الأعمـار بيـدالله، وأناللهغالـب علـى أمـره، ولكـن أكثـر النـاسلا يعلمـون...
134
Made with FlippingBook Online newsletter