الأرواح والخســائر الاقتصاديــة. فبحســب تقديــر الخبــراء، إن الأزمــة قــد تمتــدّ طويــاً، وســتعقبها أو تتخللهــا انهيــارات اقتصاديــة واضطرابــات وفوضــى لا يُعــرف مداهــا. والإجـراءات التـي تفيـد فـي الحـدّ مـن انتشـار المـرضتدمّـر فـي الوقـت عينـه الاقتصـاد. والاقتصـاد لا يعنـي المـال فـي هذا السـياق، بـل الأمان الاجتماعي والاسـتقرار السياسـي والمسـتقبل. فمـا فائـدة النجـاة بأقـل عـدد ممكـن مـن الوفيـات إذا انتهـى الأمـر إلـى انهي ـار اقتصـادي وفوضـى شـاملة تضعـف مناع ـة الدول ـة وتجعلهـا لقمـة سـائغة للمتربصيـن بهـا. والمتربصـون بالسـويد جهتـان بحسـب التقريـر السـنوي الأخيـر لجهـاز المخاب ـرات السـويدي سـابو: همـا روسـيا والصي ـن. حــذّر المديــر العــام لجهــاز المخابــرات الســويدية، كلس 2020 آذار/مــارس 26 فــي فيبـرغ، خـال مؤتمـر صحفـي مـن أن روسـيا والصيـن تسـتغلن أزمـة كورونـا للإضـرار بالســويد. وقــال فيبــرغ إن نظــام فلديميــر بوتيــن يحــاول إضعــاف الديمقراطيــة الســويدية، وتصويــر الســويد علــى أنهــا بلــد تســوده الفوضــى. أمــا الصيــن فيتركّــز اهتمامهـا، بحسـب فيبـرغ، علـى التجسّـس الصناعـي عبـر اختـراق شـبكات المعلوماتيـة م ـن أج ـل سـرقة التقني ـات السـويدية. الخطـر الروسـي علـى السـويد قديـم ولـه خلفيـات تاريخيـة، ويتّخـذ فـي الوقـت الراهـن أشـكاً عـدة مثـل اختـراق الأجـواء والميـاه الإقليمية السـويدية بيـن حين وآخـر، وإرباك الســويد عبــر بــثّ معلومــات مضللــة تهــدف إلــى زعزعــة الوضــع الداخلــي. كمــا أن التجسـس الروسـي علـى السـويد معـروف منـذ وقـت طويـل باعتبـاره التهديـد الأمنـي الأبـرز ضـدّ السـويد. وقـد خلـصجهـاز المخابـرات السـويدية إلـى نتيجـة مفادهـا أن ثلـث الدبلوماسـيين الـروسفـي السـويد هـم مـن عمـاء الاسـتخبارات الروسـية. وفـي ربيـع قُبـض علـى دبلوماسـي روسـي فـي أحـد مطاعـم سـتوكهولم متلبّسًـا 2019 العـام خــال لقائــه بأحــد العمــاء، وكان الدبلوماســي المذكــور ضابــط اســتخبارات اضطــر فيمـا بعـد لمغـادرة السـويد. أمّــا التهديــد الأمنــي المســتجدّ ضــد الســويد، والــذي بــرز فــي الســنوات الأخيــرة، فقـد أتـى مـن الجانـب الصينـي. والعلقـات السـويدية الصينيـة لا تـزال تشـهد توتـرات علـى خلفيـة اختطـاف الناشـر السـويدي الصينـي 2015 دبلوماسـية متتاليـة منـذ العـام الأصــل غــوي مينهــاي وســجنه؛ وهــو الــذي لا يــزال يقبــع فــي الســجن فــي الصيــن. وجدي ـد التوت ّـر فـي هـذه العلقـة احتجـاج السـفير الصينـي ل ـدى السـويد علـى بعـض المقــالات التــي نُشــرت فــي صحيفتــي «إكسبرســن» و«سفينســكا داغبلديــت» فــي
194
Made with FlippingBook Online newsletter