لكن مَنْ أَنا لأخيّب ظنَ العدم؟ بــل مــن نحــن؟! لنقضــي علــى الفيــروس اللعيــن. نحــن الشــعوب المتخلفــة المســتهلكة المقموعــة المســتعمرة الجاهلــة المريضــة الموبــوءة بالديكتاتوريــات والقمــع والطغــاة والطغيــان وســيادة الأحــكام القراقوشــية؟؟!!! كيــف الســبيل إلــى غســل عقولنــا مــن الجهــل والتخلــف أو ً، قبــل غســل الأيــدي بالمــاء والصابــون ومســحها بالمعقــم؟! العالــم يخســر كل يــوم أعــدادًا كبيــرة مــن الأقربــاء والأحبــاب والأصدقــاء، ولا بلــد أحسـن م ـن بل ـد... لا نملك إلا خوفنا وحزننا وأملنا بالقضاء سريعًا على الوباء والإفلت من العدم. تعـددت الأسـباب والمـوت واحـد، أينعـم، لكنـي أصارحكـم أنـي سـأخجل مـن موتـي إذا كان علـى يـد فيـروسكورونـا. هـو مـوت لا يتمنـاه أحـد حتـى للأعـداء. يـاه... هـا أنـا أكتشـف أن لفيـروسكورونـا «يـدًا» طويلـة أمـام أعيـن البشـر الحسـيرة، فأخـاف أكثـر علـى يـدي، وأخـاف علـى عينـي مـن يـدي، فأقـوم لأنظـف كفـي مـن جديـد للمـرة بـا رقـم هـذا الصبـاح. أحيانًــا أحــن إلــى الخــروج للجلــوس فــي المقاهــي ولقــاء الأصدقــاء والتفــرج علــى المـارة وهـم يعبـرون رصيـف العالـم، لكـن لا مجـال... وقـد ألغـى الفيـروس تفاصيـل الحيــاة العاديــة، وحــرم المصافحــة والعنــاق. مــا يزعجنــي هــو تناقــل الأخبــار الزائفــة بشــأن الفيــروس والتهويــل مــن الأرقــام والحـالات وتزييـف الوقائـع والأخبـار المتصلـة بانتشـار الفيـروس. يزعجنـي أكثـر هـؤلاء الغيبيـون مـن الظلمييـن ومـن ضعـاف العقـول، ممـن يملـؤون رؤوسـهم الفارغـة ورؤوس بعـض النـاس بالتفاهـات وبالخزعبـات والخرافـات الدينيـة، والديـن منهـا بـراء كمـا يقـال. أعيــش حــالات يعيشــها الملييــن مثلــي فــي العالــم الآن، وســط انتشــار فيــروس كورونــا الخطيــر، فأصــاب بحيــرة، عندمــا يهاجمنــي الشــك... بــل الشــكوك، فــي أن الكورونــا تطــوف بــي، كل واحــد منــا صــار كعبتهــا المباركــة. كلما أحسست بصداع خفيف في الرأس أتساءل: هل هو الفيروس اللعين؟ أركـض ركضًـا إل ـى المـرآة لأتخل ـصمـن ذقـن أسـبوعين زاد زغب ـه الرمـادي سـنوات
204
Made with FlippingBook Online newsletter