أكيد أنا في حلم! لست في حلم يا عزيزتي...
فاضـت أحاسـيس الحـب بالصديقتيـن، واتجهـت لولـوة إلـى صديقتهـا حصـة كأنهـا تمشـي علـى جمـر مـن اللهفـة والحنيـن، كانـت تنظـر إليهـا بـكل شـوق، مـدّت يدهـا كــي تصافحهــا، لكــن حصــة لــم تمــد يدهــا، كان الســوق شــبه خــالٍ إلا مــن هــذه الصدمـة الت ـي مُني ـت بهـا لول ـوة. هنــا هرولــت لولــوة والخيبــة تكســوها، وســقط كأسشــاي الكــرك مــن يدهــا، وصـارت تمشـي مشـيًا تحـول إلـى هرولـة ثـم صـار كأنـه ركـض، كانـت لولـوة تركـت الدنيــا وراءهــا، والبحــر وراءهــا، والخيبــة كلّ الخيبــة أمامهــا. تجاهل ـت لول ـوة كل صـراخ يأت ـي مـن حصـة وكل محاولاتهـا بتهدئتهـا لتشـرح لهـا سـبب فعلهـا ذاك: بمـاذا تريديـن أن تبـرري لـي هـذا الفعـل المشـين؟! مـا ال ـذي فعلتـه معـك أنـا حتـى تترفعـي عـن مصافحتـي أيتهـا ال... بمـاذا أصفـك؟! قليـل بـك أي وصـف شـائن، ويحـك! إن لـم تأخـذي لـي قيمـة وتمـدي يـدك لمصافحتـي فخـذي قيمـة لدينـك الـذي تدعيـن أنـك تحافظيـن عليـه، فالإسـام يأمرنـا بالمـودة، والتصافـح. لـم تعـرفكيـف وصلـت إلـى سـيارتها، وتناولـت هاتفهـا الـذيضجّ مـن كثـرة اتصالات حصـة بهـا، لكنهـا تجاهلـت كل تلـك الاتصـالات، بـل قامـت بحظرهـا مـن جميـع وسـائل التواصـل الاجتماعـي، ثـم حذفـت كل صـورة تجمـع بينهما. هــم كذلــك أصحــاب القلــوب الطيبــة، كرمــاء فــي العطــاء، بحــور فــي العواطــف، غزيـرو الدمـع فـي كل موقـف، ولكـن إن خُذلـوا كانـوا الأكثـر انكسـارًا وانحسـارًا عـن مسـرح الحيـاة، وبالفعـل هـذا مـا حصـل مـع لولـوة التـي اعتزلـت كل مناشـط الحيـاة بعـد ذل ـك الموقـف، ول ـم تسـمح لأحـد الوسـطاء الذي ـن كلفتهـم حصـة أن يفتحـوا معهـا الموضـوع، فمجـرد أن يأت ـي ذكـر حصـة كان ـت لول ـوة تغـادر المـكان.
48
Made with FlippingBook Online newsletter