النوم في فراش واحد معكورونا! عبد الهادي سعدون شاعروروائي وأستاذ جامعي عراقي يقيم في إسبانيا
الآن أسـتطيع الكتابـة والقـول إننـي قـد خرجـت ظافـرًا مـن معركتـي مـع فيـروس الكورون ـا. ل ـم يتمكـن منـي رغـم الإلحـاح والملحقـة ليـل نهـار. ل ـم أمـت ولهـذا أكتـب هـذه الكلمـات. أبريل، أدركت أنني قد شفيت من الفيروس وظلله المميتة. 1 اليوم - 1 لــم أعــد أشــعر بطبــول الــرأس ولا حرقــة البلعــوم والســعال الحــاد. اســترجعت شـهيتي، والجسـد بـدأ يطاوعنـي، وأسـتطيع النهـوض والمشـي مـن الغرفـة إلـى صالـة البيـت. وهـذا بحـد ذاتـه احتفـال لا حـد لـه. هـل شـفيت تمامًـا أو تقريبًـا؟ لا أحـد يمنحـك الضمان ـة التامـة أن ـك ل ـو اجت ـزت المـرض لمـرة واحـدة ل ـن تقـع فـي حفرت ـه مـرة أخـرى. أيـام ملزمًـا الغرفـة والفـراش، 10 المهـم أننـي خرجـت مـن النفـق بعـد أكثـر مـن يومًـا بعدهـا حـذرًا ومتوجسًـا ومراقبًـا الآثـار المتبقيـة منـه، ملزمًـا 15 وأكثـر مـن حبـوب الباراسـيتامول وشـراب السـعال والمشـروبات السـاخنة كلهـا بـا اسـتثناء. تمضـي الأيـام ولا قـدرة لـك علـى حـراك ولا رغبـة بـأي شـيء. كل شـيء منطفـئ - 2 فيــك، تترقــب ســعالك إن تصاعــد أو خــف وتتمســك بأمــل الانتهــاء مــن الوجــع عندمـا تخـف طبـول الـرأس قليـاً وترحمـك لتنـام بـا ضجيـج ولا وجـع. تتأمـل أنـك لـو حركـت الجسـد سـينتفضوينهـضدون دوخـة وبكامـل قـواه السـابقة. لكن الطبـولمسـتمرةوالسـعالينهـكالصـدر،والجسـديـروحفـيميوعتـهوغيبوبتـه. الوحـدة قاسـمك الوحيـد. وحـدك متشـبثًا بأذيـال الأمـل حتـى تهـزم ذلـك الـذي لا يـرى ولا تعـرف لـه مـن مدخـل كـي تنقـضعليـه بكلتـا يديـك، وترتـاح لأنـكسـتعرف أن ـك قـد انتصـرت علي ـه. لا أحـد يقـدر علي ـه، أشـعر ب ـه مـن وهن ـي ومـن الأرقـام
57
Made with FlippingBook Online newsletter