| 104
توسعت المقاربة في أطروحة الدكتوراه التي أنجزها الباحث نفسه تحت عنوان الأبعاد ،) 8 السياسية لحركة الألتراس بالمغرب: بين هاجس التقنين والصيرورة الاحتجاجية( التي سعت إلى الربط بين الحقل السياسي والحقل الرمزي للألتراس، من خلال تأطير ا تركيبيًّّا الظاهرة داخل ثلاثية: الهوية، والتنظيم، والعنف. واعتمدت الأطروحة مدخلًا يجمع بين علم السياسة والدراسات الرياضية وتحليل السياسات العمومية، مع التركيز على تمثلات المجموعات للثوابت الوطنية، وتحليل مشــاركتها السياســية والمدنية، وانخراطها في قضايا الشــأن العام من خارج الأطر التقليدية. وناقشــت الأطروحة العلاقة بين الســلطة والمجموعة، وحدود التقنيــن القانوني، والتوترات الناتجة عن تدخل الدولة في الفضاءات الرمزية التي يسيطر عليها الألتراس. الألتــراس بالمغرب: العنف والســلطة " تعــزز هذا المســار بكتاب لاحــق بعنوان )، قُُدمت فيه مقاربة تحليلية تجمــع بين التأصيل المفاهيمي للظاهرة، 9 ( " والسياســة والســردية التاريخية لنشــأتها وتطورهــا، وتحليل تفاعلاتها مع مؤسســات الدولة، قـ ًا مــن بنيتها التنظيمية ومواقفها السياســية. وتم التركيز فــي هذا العمل على � انطلا دراســة الانتقالات التي شــهدتها الحركة من الاحتفالية الرياضية إلى التعبئة الرمزية، ومن الولاء للنادي إلى التفاعل مع قضايا اجتماعية وسياسية. مجموعــات الألتراس: نحــو راديكالية " يُُضــاف إلــى ذلك عمل بوشــعيب فهمي )، الذي تناول الظاهرة انطلاقًًا من مقاربة 10 ( " العنف وتســييس مدرجات الملاعب سوسيولوجية تركز على تحليل العنف داخل الملاعب، من حيث كونه امتدادًًا للعنف الحضري، ومن حيث ارتباطه بالبنية التنظيمية للمجموعات، وتموقعها في السياسات العمومية. وأبرز هذا العمل كيف أن العنف لم يعد مجرد رد فعل شبابي، بل تحول إلــى أداة رمزيــة لإنتاج المعنى، في ظل غياب إســتراتيجيات احتواء فعََّالة. غير أن المقاربــة المعتمدة في هذا العمل ظلت تركز على البعد الزجري والاحتجاجي دون توسع في دراسة الرمزية الداخلية والخطاب المرتبط بالهوية أو الثوابت الوطنية. رغم تنوع هذه المقاربات وتعدد زوايا تحليلها، فإنها لم تعالج بشكل مباشر العلاقة بين البناء الهوياتي لمجموعات الألتراس وتمثلاتها للثوابت الوطنية، وهي الزاوية التي تسعى هذه الدراسة إلى معالجتها، من خلال تحليل تمثلات الدين، والوحدة الترابية، والملكية، كمتغيرات دالََّة على الخطاب الرمزي للمجموعات، وعلى تموقعها داخل النسق السياسي المغربي.
Made with FlippingBook Online newsletter