العدد 27 من مجلة لباب

105 |

تعتمد هذه الدراســة على مقاربة منهجية تجمع بين المنهج الكمي والمنهج النوعي، بمــا يتيــح فهمًًا تركيبيًّّا لظاهرة الألتراس من زاوية الهوية والأيديولوجيا وموقعها من الثوابت الوطنية. وقد تم اختيار هذا الدمج المنهجي بالنظر إلى تداخل الأبعاد الرمزية والثقافية والسياســية للظاهرة؛ مما يستدعي اســتنطاق التجربة الذاتية (النوعي)، إلى جانب استقراء المؤشرات العامة داخل مختلف المجموعات (الكمي). تم توظيف تقنية الملاحظة بالمشــاركة من خلال حضور أكثر من مئة مباراة، موزعة على مختلف المنافسات الوطنية والقارية؛ مما أتاح رصدًًا مباشرًًا لسلوك الألتراس، وتوثيق الشعارات والمواقف الرمزية في سياقات متباينة. كما تم إجراء ثلاث عشرة مقابلة نصف موجهة مع أعضاء ينتمون لســبع مجموعات ألتراس بارزة، مع احترام )؛ مما ســمح بفهم التمثلات الذاتية لأعضاء 11 المعاييــر الأخلاقية للبحث العلمي( المجموعات بخصوص الهوية، والسلطة، والثوابت الوطنية. مجموعة 23 اســتبيانات على أعضاء 3068 أما على المســتوى الكمي، فتم توزيع ناديًًا من مختلف أقسام البطولة. 11 استبيانًًا صالحًًا يمثلون 961 ألتراس، واحتُُفظ بـ وتناولت الاســتبيانات متغيرات الدراســة التابعة (مواقف من الدين، الوحدة الترابية، الملكيــة)، في مقابل متغيرات مســتقلة تمثلت في: الانتمــاء إلى المجموعة، ومدة العضوية، والمستوى التعليمي، ونوع النشاط داخل المجموعة. تم أيض ًًا تحليل وثائق صادرة عن مجموعات الألتراس، تشمل بيانات رسمية، وصورًًا رقميــة، وفيديوهات منشــورة، وجداريات، بالإضافة إلى تفعيــل منهج الإثنوغرافيا ) لاستكشــاف الممارسات الرمزية داخل الفضاء Virtual Ethnography الافتراضية ( الرقمــي. وتــم تحليل المعطيات النوعية عبر تقنيــة التحليل الموضوعاتي، في حين عُُولجت النتائج الكمية باستخدام أدوات التحليل الإحصائي الوصفي. ثانيًًا: من الهوية المبنية على العنف إلى التمايز الهوياتي عرفت المرحلة التأسيســية لمجموعات الألتراس، نوعًًا من الفهم المغلوط للظاهرة؛ حيــث اتســمت خلال بدايتها بنوع من التخبط والانخــراط في صراعات مبنية على العنــف بيــن الفصائل وبذلك، أصبحت هوية هــذه المجموعات مبنية على العنف، لتنخرط هذه المجموعات في عملية التأســيس لهوية جماعية تســتند في مصادرها على المجال الجغرافي والتاريخ والسياسة والثقافة المحلية.

Made with FlippingBook Online newsletter