العدد 27 من مجلة لباب

| 106

أ. الهوية المبنية على العنف كشف التكاثر الذاتي لمجموعات الألتراس خلال السنوات الأولى من نشأتها بالمغرب ) البريطانية. فقد Hooligans عن ســمات مشــتركة بينها وبين مجموعات الهوليغانز ( غابت في البداية القدرة على التمييز بين النموذجين، ســواء لدى الجماهير المغربية ) 12 أو لدى العديد من المجموعات نفســها. ويُُعزى ذلك إلى أن الهوية التأسيســية( ) والتعصب للمجال الجغرافي. 13 لعدد من هذه المجموعات كانت مبنية على العنف( في هذه المرحلة التأسيســية من تشــكل هوية الألتراس في الســياق المغربي، لعبت الملاعب دور الحلقة الأخيرة في سلســلة التنشــئة الاجتماعية التي تخضع لها هذه ا - في أحياء المجموعات. غير أن هذا المسار لا يبدأ داخل الملعب، بل يتبلور -أولًا المدينة، ومن خلال علاقات الأصدقاء، واجتماعات الخلايا والفروع، ثم الاجتماعات الموسعة للمجموعة. تبقى لحظة الالتحام داخل الملعب هي الذروة التي تبلغ عندها ). ويتماهى هذا المسار إلى حد 14 هذه العملية التربوية/الاجتماعية أقصى تجلياتها( كبير مع تطور آليات التنشــئة الاجتماعية عند مجموعات الألتراس في إيطاليا، كما .) 15 أشار إلى ذلك( بمــا أن الموقــع المكاني لا يُُعد مهم ًّّا فقط في توليد الخبرات والعادات المشــتركة التي تســهم في تشــكيل الهويات، بل كذلك في توفير فضاء للمقاومة ضد السلطة، )، فإن العديد من أعضاء مجموعات 16 وعدم المســاواة، وأشــكال القمع المتصورة( الألتــراس يشــيرون إلى أن انخراطهم في الحركية لم يبــدأ في المدرجات، بل في أماكن اجتماعية أخرى. في أزقة سلا، ســتعرف أن " : " الألتــراس ريد بيراط " يقــول أحــد أعضاء مجموعة الأطفال الصغار والشــباب لا يمكن أن يعرفوا مكانة جمعية سلا بالنســبة للمدينة، كمــا لا يمكنهــم معرفة هوية هذه المدينة التــي طالها الإهمال. لذلك، فنحن نعمل على ترسيخ هوية مدينتنا وفريقنا من خلال الجداريات التي ستجدها في كل الأزقة هذه الممارسة ينبغي أن تسهم في ترسيخ " . ويضيف: " والشــوارع الرئيســية للمدينة . " ذاكرة السلاويين وهويتهم بهذا الشــكل، يتم ربط تاريخ المدينة بحاضرها؛ مما يســه ِِّل على الأطفال واليافعين تعزيز انتمائهم للمجال. ومن ثم، تعميق ارتباطهم بالمجموعة التي تسهم من خلال

Made with FlippingBook Online newsletter