113 |
وانطلاقًًا من هذا التصور، يمكن لمحتوى رسائل الألتراس وأنشطتها أن يوفر معطيات مهمة حول العناصر التأسيسية للأيديولوجيا، وأشكال تمثلها داخل هذه المجموعات. غير أن هذه التعبيرات لا تُُفهم بمعزل عن ســياقاتها السياسية والاجتماعية والثقافية، وأحيانًًا الرياضية. كما لا يمكن مقاربة مضمونها دون التوقف عند البنية الأيديولوجية المؤطرة لها. ذلك أن الشــعارات، والأغاني الرســمية، والبيانات الصادرة عن المجموعات، تعد أدبيات مرجعية تساعد على فهم توجهات الألتراس، وتموقعاتها ضمن الحركية بصفة عامة. لفهــم الخــط الأيديولوجي والتوجهات السياســية والفكرية لــكل مجموعة، ينبغي ا التعــرف على الانتماءات الأيديولوجية لأعضائها، وموقف المجموعة من تبني أول ًا أعضائها لهذه الأيديولوجيا، وهل تركز المجموعات خلال الانخراط على الانتماءات الأيديولوجية للأعضاء، حتى نتمكن من فهم التموقع الأيديولوجي لهذه المجموعات، وهل تعبر مواقفها عن تجانس أيديولوجي أم عن موقف الأغلبية المهيمنة. يتبين من خلال نتائج هذا الاستبيان أن مجموعات الألتراس لا تعير أي أهمية للانتماء الأيديولوجي للأعضاء المنتمين لها. فحســب إجابات عينة البحث، لم يســبق لهذه المجموعات أن رفضت انضمام عضو لها أو طردت عضوًًا بســبب توجهه السياسي بالمئة من الأعضاء المســتج ْْوََبين أنهم 34 . 75 أو الأيديولوجــي. فــي المقابل، ذكر بالمئة منهم أنهم يتموقعون 13 . 73 يتموقعون أيديولوجيًّّا في اليســار، في حين ذكر بالمئة أنهم أقرب أيديولوجيًّّا إلى التوجه الإسلامي. 51 . 50 في اليمين، كما ذكر تؤكــد هذه النتائج أن الانتماءات الأيديولوجية لأعضــاء مجموعات الألتراس، كما ، تعرف ســيطرة تامة للأعضاء الأقرب تموقعًًا إلى الخط "2 الشــكل " هو مبين في سـِر تبني بعض المجموعات لما � الإسلامي على مســتوى الحركة ككل؛ مما قد يف . كما أن بنية الحركة تعرف وجودًًا وازنًًا " الألتراس بعقلية إسلاميــة " يُُعــرف حاليًّّا بـ للأعضاء المتموقعين في اليســار، بينما يفســر وجود أقلية من الأعضاء المنتمين إلى اليمين الحضور القوي لراية الإيالة الشريفة في السنوات الأخيرة بالمدرجات المغربية، والتي تعد رمزًًا رسميًّّا لتيار اليمين القومي المغربي.
Made with FlippingBook Online newsletter