العدد 27 من مجلة لباب

| 120

بوصفها حالة دالــة على تعددية " بلاك آرمــي " ا علــى ذلك، تبرز مجموعــة مثــال ًا المرجعيات الأيديولوجية داخل المجموعة الواحدة. فقد ســبق أن رفعت شــعارات ، "ANARCHISME" و "BLACK BLOC" ذات دلالــة أناركيــة واضحــة، مثــل بالإضافة إلى أعلام تتضمن صورة تشــي غيفارا. غير أن المجموعة نفســها رفعت ،) What Is To Be Done? ( " ما العمــل؟ " لاحقًًا رســالة تحمل العبارة الشــهيرة )؛ مما يعكس غياب الانسجام 42 وهي عبارة مركزية في أدبيات الماركســية اللينينية( الأيديولوجي الداخلي، سواء على مستوى الشعارات أو الممارسات الجماعية. رغم هذا التعدد الظاهر، لا تبدو المجموعة منشــغلة بتوحيد المرجعية الأيديولوجية لأعضائها، بقدر ما تنجح في تدبير الاختلافات الداخلية بكفاءة، مركِِّزة جهودها على مواجهة الفاعلين الخارجيين والســعي نحو فرض خطابها وتوجهاتها داخل المجال العام. ، انطلاقًًا من " الثوابت الوطنية " يفتــح هــذا المعطى أفقًًا لفهم تموقع الألتــراس إزاء ا لكيفية إعادة إنتاج مقاربة تتجاوز دراســة الحــالات الفردية نحو فهم أكثر شــمولًا الأيديولوجيا الوطنية داخل المجموعات الشبابية غير الرسمية. خامس ًًا: التوجه العام للألتراس نشأ الألتراس بالمغرب في ظل نسق سياسي واجتماعي وثقافي له خصوصيته، وهو ما جعله يعمل، بالضرورة، على تجسيد موقفه من الثوابت الوطنية للمملكة، خصوص ًًا الوحدة الترابية، من خلال أنشطته وآلياته وأسلوبه في التعبير، سواء داخل المدرجات بوصفها فضاء عامًّّا، أو ضمن فضاءات أخرى ترتبط بفهم الألتراس للمجال. أ. الألتراس والملكية تقوم بنية النظام السياسي المغربي على أساس إثبات حضور الملك في صميم جميع المجالات وقطاعات الحياة الاجتماعية بالبلاد، سواء تعلق الأمر بالمجال الديني أو )، بما يعكس الحرص على 43 السياســي أو الاقتصادي أو مجال العنف المشــروع( ألا يتــرك لأي طرف آخر المجال مفتوح ًًــا للحصول على وضعية اعتبارية أو موقع ). وبذلك، يستقبل الملك الوفود الرياضية، وتُُهدى له الانتصارات والألقاب 44 نفوذ( والميداليات والجوائز الرياضية التي تحققها النخبة الوطنية أو الأندية على المستويين

Made with FlippingBook Online newsletter