149 |
لسلوكهم في القطاع الخاص. وتكاد ثلاثة أنماط من السلوكيات في القطاع الخاص تشــكل الأســباب الفردية للفســاد، هي: الجميع يفعل ذلك، إنها ليست مسؤوليتي، .) 13 الغاية تبرر الوسيلة( . ثقافة الشركات 4 يمكن أن تؤدي الأسباب الاقتصادية والفردية للفساد إلى تطوير (ودعم) ثقافة فساد مؤسســية. وبالتالي، فإن ثقافة الفســاد هي نتيجة للفســاد وسبب آخر للفساد في آن ا من خلال ثلاث واحد. وتوضح إحدى الدراسات أن الثقافة تجعل الفساد أمرًًا مقبولًا عمليات: الدمج المؤسس: دمج الممارسات الفاسدة في هياكل الشركات وعملياتها. أيديولوجيات تحقيق المصالح الخاصة تبرر الممارسات الفاسدة. التبرير: التنشــئة الاجتماعية: يتم تنشــئة الموظفين الجدد ضمن أنظمة ومعايير تتســامح مع الفســاد أو تســمح به. ويمكن للضغط الذي يمارسه الأقران أن يدفع الموظفين إلى الممارســات الفاســدة. وفي سياق فساد القطاع الخاص، يشير الضغط الذي يمارسه .) 14 الأقران إلى الإجراءات المتخذة عبر أمر تنفيذي أو إداري( ونود التنويه إلى أن الفســاد في القطاع الخاص في أغلب دول العالم قد تحول من ظاهرة فردية إلى فســاد نظامي (الفســاد المستشــري) الذي يرجع في المقام الأول إلى نقاط الضعف في بنية الكيان أو المؤسســة أو الشــركة الخاصة. ومن العوامل التي تشــجع على الفســاد النظامي الحوافز المتضاربة، والسلطات التقديرية، والقوى الاحتكارية، والافتقار إلى الشفافية، والأجور المنخفضة، وثقافة الإفلات من العقاب، وارتفاع مســتويات البيروقراطيــة والهياكل الإدارية غير الفعََّالــة، وانخفاض الحرية الاقتصاديــة، وضعف حقوق الملكية، وعدم الالتزام تجاه المجتمع، والبطالة، وعدم وجود سياسات واضحة لمكافحة الفساد. ولهذا تكون الرشوة والابتزاز والاختلاس الحالات الغالبة للفساد في أنظمة يصبح فيه الفساد هو القاعدة وليس الاستثناء. لذا، فإن الفساد في القطاع الخاص أصبح هيكليًًّا ومؤسسيًًّا في آن واحد. وقد لوحظ من خلال مراجعة التقرير الأخير لمدركات الفساد، وعند عقد مقارنة البلدان الأكثر فسادًًا بالبلدان الأقل فسادًًا، فإن المجموعة الأولى تعاني من تفاوتات اجتماعية واقتصادية
Made with FlippingBook Online newsletter