| 162
مكافحــة الفســاد وبرامج الامتثال التي يمكن تنفيذهــا. فمحدودية الموارد المتاحة، على ســبيل المثال، تجعل تقييمات المخاطر صعبة بشــكل خاص بالنسبة للمشاريع الصغيرة والمتوســطة الحجم، التي يجب أن تحقق توازنًًا بين فاعلية التكلفة والحد بكفاءة من مخاطر الفساد. ومع ذلك، ينبغي ألا يكون نقص الموارد عائقًًا أمام تطوير ثقافة أخلاقية. وتعــد تقييمات مخاطر الفســاد ضرورية لضمان وضع الموارد في الأنشــطة الاكثر أهمية، ولتعزيز الشــفافية وبناء الثقة والحد من الفســاد. ولمنع الفســاد ومكافحته بفعالية، تحتاج الشــركة إلى معرفة كيف وأين تحدث الجريمة. ويســاعد توافر هذه المعلومات على تحديد المشــاكل الحقيقية وليس المتصورة فقط في إطار عمليات وهياكل منظمة معينة، وفي نهاية المطاف، تحديد وتطبيق التدابير ذات الصلة الرامية إلى حل هذه المشــاكل. ويمكن أن تكون تقييمات مخاطر الفســاد حاسمة لأنه في حين أن المديرين قد يعترفون بخطر الفساد بصورة عامة، إلا أنهم قد لا يعرفون أو يدركون آليات ارتكاب الفساد داخل شركتهم. وقد وضعت منظمات دولية في السنوات الأخيرة أدوات وآليات لدعم حاجة القطاع الخاص إلى تحديد مخاطر الفساد والتصدي لها. وقد تم تطوير أدوات تقييم المخاطر هذه، على ســبيل المثال، من قبل الاتفاق العالمي للأمم المتحدة، ولجنة المنظمات الراعية التابعة للجنة تريدواي، والمبادرة الإقليمية لمكافحة الفساد، ومنظمة الشفافية الدولية. فــي حين أن الأدلة المذكورة أعلاه تختلف في بعض الجوانب، مثل المصطلحات، وخطــوات وتقنيات جمــع البيانات وتحليلهــا، فإن معظمها يتبــع الإطار الموحد لتصميــم وتنفيــذ وصيانة أنظمة إدارة مخاطر الفســاد التي تقدمهــا المنظمة الدولية بشأن إدارة المخاطر-المبادئ 31000 )، حسب المقياس رقم ISO لتوحيد المقاييس ( والخطــوط التوجيهية. ويقترح هذا الإطار نهج ًًــا موحد ًًا لإدارة المخاطر، يتألف من ثلاث مراحل رئيسية، هي: تحديد المخاطر؛ وتحليل المخاطر؛ وتقييم المخاطر. وينبغــي أن تركز تقييمات مخاطر الفســاد في الشــركات علــى المخاطر الداخلية والخارجية على حد ســواء، بما في ذلــك مخاطر الثقافة التنظيمية. وبمجرد تحديد مســارات محددة للفســاد، يصبح من الممكن بعد ذلك وضع ضوابط لمنع ارتكاب
Made with FlippingBook Online newsletter