173 |
بأفضل السبل للوقاية من الفساد، هذا بالإضافة إلى توافر الفهم الكافي حول تكلفة الفســاد على كافة الأطراف بما في ذلك الكيان أو الشــركة والمجتمع، فمن العبث توقع قيام مجلس الإدارة أو الإدارة التنفيذية في أي شركة أو كيان في القطاع الخاص بما تم ذِِكره أعلاه إذا لم تتوافر لديهم القناعة الحقيقية بمحاربة الفساد. تتمثل البداية الفعلية للوقاية من الفساد في اختيار الوسائل التي يمكن أن تنم ِِّي ثقافة ذاتية وثقافة مؤسسية تبني حصانة ذاتية ومؤسسية تحفز الفرد وتقوده إلى سلوك وظيفي وأخلاقيات عمل ترفض الفساد بكافة صوره وأشكاله، وهذا بالضرورة يبدأ بالتفكير َُُّتِّخِذ القرار س ـُُبُل الإبداعية للوقاية من هذه الآفة الخطيرة، عند ذلك ســيجد م � في ال أن مــا لا يمكــن قياســه لا يمكن أبدًًا إدارته، وعندها أيض ًًا يتم الربط المباشــر بين سياسات الوقاية من الفساد والتخطيط الإستراتيجي، ليتم التحول بعد ذلك إلى بناء بيئــة داخلية عِِمادها القيــادة الإدارية النموذجية والموظف المؤهل والمدرب والذي يُُِلُِّم تمامًًا بدوره في الوقاية من الفساد واكتشافه. ويجب التأكيد هنا أنه لا يوجد حل واحد يناسب الجميع، فما يصلح في هذه الشركة أو ذلك الكيان ليس بالضرورة أن يصلح في شركة أو كيان آخر. الاستنتاجات مما تقدم عرضه ومناقشته يمكن تأكيد الاستنتاجات التالية: 1 . إن مفهوم الفساد في القطاع الخاص يتجاوز البعد الوحيد القانوني أو القيمي أو الاقتصادي كونه متجذرًا في بنية وهيكل القطاع بكافة كياناته ومؤسساته وشركاته. 2 . غيــاب الدور الإســتراتيجي للقطاع الخــاص في تعزيز قيم النزاهة والشــفافية كوسائل للوقاية من الفساد ومنع وقوعه يجهض جميع جهود الأطراف الأخرى في منظومة الوقاية من الفساد ومكافحته، وبالأخص في الدول التي يشكِّل فيها القطاع الخاص النسبة الأعلى في ممارسة الأنشطة الاقتصادية. 3 . من الصعب جدًّا حصر مظهر واحد لحالات الفســاد في القطاع الخاص وذلك لكون كل حالة من حالات الفســاد تتضمن أبعادًا قانونية واجتماعية واقتصادية وبذلك تشــكِّل بنية فســاد متجذرة فــي بنية القطاع الخاص ومؤسســاته تُعزى
Made with FlippingBook Online newsletter