العدد 27 من مجلة لباب

183 |

مقدمة يناقش هذا البحث الدور المتنامي الذي باتت تضطلع به جمهورية الصين الشــعبية في قارة آســيا، مع تركيز خاص على الحالة الباكســتانية، وذلك ضمن إطار مشروع )، عام Xi Jinping الذي أعلن عنه الرئيس الصيني شي جين بينغ ( " الحزام والطريق " ، بهــدف إحيــاء طريق الحرير التاريخي، ولكن هذه المرة انطلاقًًا من مقومات 2013 القرن الحادي والعشرين. وبالنظر إلى ما تملكه الصين من قدرات اقتصادية ضخمة، كونهــا ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فقــد باتت تتطلع إلى تأمين موارد طبيعية كافية لضمان اســتدامة نموها الاقتصادي، وهو ما يفســر انخراطها المتزايد في دول آسيا الغنية بالموارد. يســعى هذا البحث إلى استكشــاف الملامح الجيوسياســية لغرب آسيا، وفهم أبعاد الإستراتيجية الصينية في هذه المنطقة، بما في ذلك الدوافع التي تقف خلف توجهات . ويندرج هذا " مبادرة الحزام والطريق " السياســة الخارجية لبكين، لاســيما في إطار ، وهو " لكي تُُثري، لابد أن تبني الطرق " التوجــه ضمن مقولــة صينية قديمة مفادها: ما تجسده بوضوح عملية تصميم الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، عبر شبكة متكاملة من الطرق والســكك الحديدية وخطوط أنابيــب الطاقة والغاز الممتدة من ميناء جوادر الباكســتاني إلى منطقة شــينجيانغ ذاتية الحكم في الصين. ومن شــأن هذا المشــروع أن يُُحدث تحولات ملحوظة فــي العلاقات الثنائية، وأن تعم منافعه الاقتصادية أطرافًًا إقليمية أخرى. غير أن تنفيذ هذا الممر الاقتصادي أثار توترات جيوسياسية في المنطقة؛ حيث عبََّرت الهند عن رفضها للمشــروع بذريعة المساس بسيادتها وسلامتها الإقليمية، فيما تنظر س ـ ًا في التوازنــات الأمنية الإقليمية، إلى هذا � ا رئي الولايــات المتحدة، بوصفها فاعلًا المشروع بعين الريبة. وفي السياق ذاته، تُُبدي دولة الإمارات مخاوفها من أن يؤدي تعزيز موقع ميناء جوادر إلى تهديد مكانة موانئها التجارية الإستراتيجية. من بين الموضوعات المثيرة " المشروع الصيني-الباكستاني " وتُُعد مشاركة الصين في للجدل؛ إذ انقسمت الآراء. فهناك من يرى فيه فرصة إستراتيجية لباكستان للنهوض الاقتصادي عبر جذب استثمارات ضخمة في مجال البنية التحتية، بما يحقق مصالح

Made with FlippingBook Online newsletter