17 |
ويســتمد هذا المصطلح جذوره من علم الباثولوجيا، الذي يُُعنى بدراســة الأمراض في الكائنات الحية، ويُُستخدم في سياق الاستخبارات للإشارة إلى التحقيق المنهجي في أســباب الإخفاقات والتحديات التي تؤثر في أداء الأجهزة الاستخبارية. ويتناول هــذا التحليل القضايا المرتبطة بســوء الإدارة، والانحرافــات الأخلاقية، والتضليل، والتسييس، والمشكلات التنظيمية، وهي جميعها عوامل تُُسهم في اتخاذ قرارات غير فعالة أو مضللة. يركز التحليل الاستخباراتي القائم على مفهوم الباثولوجيا على فهم وتفسير الديناميات التــي تؤدي إلى الإخفاقات فــي جمع المعلومات وتحليلها واســتخدامها. ويتمثل الهدف الرئيســي من هذا التحليل في تحديد العوامل المؤدية إلى الفشــل، واقتراح حلول وإصلاحات تُُسهم في تعزيز الكفاءة الاستخبارية، وتحسين القدرة على التكيف مع التحديات المتغيرة بشكل فعال ومنظم. وتُُعََد دراســة باثولوجيا الاستخبارات أمرًًا أساســيًًّا لتعزيز الأداء المؤسسي، وتقليل مخاطــر اتخاذ قــرارات مبنية على معلومات غير دقيقــة أو متحيزة؛ مما يؤدي إلى تحسين القدرة على الاستجابة للتهديدات، واتخاذ قرارات إستراتيجية مستنيرة. ثالثًًا: الاختلالات المؤسسية تُُعََد الاختلالات المؤسســية من العوامل الرئيســة التي تؤثر سلبيًّّا في فعالية الأجهزة الاســتخباراتية؛ إذ تنشــأ من عيوب هيكلية وتنظيمية تُُعيق التنسيق الداخلي وتُُضعف الأداء العام. وتتفرع هذه الاختلالات إلى عدة جوانب، تشمل: . ضعف التنسيق 1 ، جزئيًًّا، 2001 سبتمبر/أيلول 11 يُُعزى فشل الاستخبارات الأميركية في منع هجمات ) CIA إلى نقص التنســيق بين وكالاتها المختلفــة، مثل وكالة المخابرات المركزية ( )؛ مما أدى إلى عدم تبادل المعلومات الحيوية FBI ومكتــب التحقيقــات الفيدرالي ( بين الوكالات، وهو ما أعاق الجهود المبذولة لمنع الهجمات. ووفقًًا للجنة التحقيق لم يكن يتسم بالتنسيق " مجتمع الاستخبارات الضخم " سبتمبر، فإن 11 في هجمات المناســب بين الوكالات؛ إذ كانت كل وكالة تتعامل مع تهديدات الإرهاب بشــكل
Made with FlippingBook Online newsletter