العدد 27 من مجلة لباب

193 |

الصين والهند، إلى جانب قوى دولية أخرى؛ حيث تسعى كل دولة إلى احتواء تمدد الأخرى في هذه المنطقة. ومن خلال هذا الامتداد، تبرز حالة من النزاع غير المعلن بين القوى الكبرى للهيمنة على الممر البحري الممتد من مضيق باب المندب حتى مضيق ملقا، وهو ما يُُعد من أبرز الشــرايين الحيوية في التجارة العالمية. وتُُعد دول مثل ميانمار، وبنغلاديش، وجزر المالديف، وباكستان، وسريلانكا، وسيشل، من أبرز المستفيدين من هذا التنافس الجيوسياسي؛ إذ تسعى هذه الدول إلى تعظيم مكاسبها .) 32 في ضوء التنافس بين القوى الكبرى( وفــي الوقت الذي تتســارع فيه وتيرة نمو النفوذ الاقتصــادي الصيني، تواجه البلاد تحديات متزايدة تتعلق بجفاف نسبي في مواردها الطبيعية؛ مما يجعل اعتمادها على % من واردات 75 الطاقة والغاز المستوردََيْْن أكثر أهمية من ذي قبل. يُُذكر أن حوالي الصيــن من النفط تمــر عبر مضيق ملقا، الذي لا يتجاوز عرضه في أضيق نقطة منه ا بحريًًّا، بين جزيرة ســومطرة الإندونيســية وشبه جزيرة الملايو. وللحد من ميل ًا 1 . 7 Gwadar المخاطر المرتبطة بهذا الاعتماد، شــرعت الصين في تطوير ميناء جوادر ( ا وآمنًًا لإمدادات الطاقة. ) في باكستان، بما يُُوفر ممرًّّا بديلًا Port ومن الناحية اللوجستية، يشمل المشروع تطوير شبكة من الطرق والسكك الحديدية وخطوط أنابيب النفط والغاز، لتعزيز استقرار الإمدادات. أما من الناحية الجيوسياسية، فإن مشــاركة الصين في تشــغيل ميناء جوادر يُُتيح لها تعزيــز وجودها في المحيط % من تجارة النفط العالمية؛ ما يُُعزز من أهمية هذا 40 الهندي، الذي تمر عبره نحو .) 33 الميناء في إطار إستراتيجية تأمين الطاقة الصينية( ويعنــي هذا الاعتمــاد الكبير على مضيق ملقا أن أي خلل فــي هذا الممر الحيوي يُُشــكل تهديدًًا مباشــرًًا لأمن الطاقة في الصين. وتنبع خطورة هذا التهديد من تعدد مصادر الاضطراب المحتملة، مثل أعمال القرصنة، أو حوادث التســرب النفطي، أو الأزمات البحرية الطارئة. وبالتالي، تُُعد أي اضطرابات في هذا الممر المائي مصدر قلق مستمر لصنََّاع القرار في بكين، الذين يسعون إلى تنويع مسارات الإمداد وتقليل .) 34 التبعية لممر واحد بعينه( ، من الضروري العودة إلى " مشــروع الحزام والطريق الجديــد " لفهــم جوهر مفهوم القديــم. فقد كان هذا المصطلح " طريق الحرير " جــذوره التاريخيــة، وتحديدًًا إلى

Made with FlippingBook Online newsletter