| 198
ثانيًًا: مرتكزات التقارب الصيني-الباكستاني نتيجة لعزلتها السياســية في مراحل ســابقة، لم تكن الصين قادرة على بناء شــبكات مــن الطرق والســكك الحديديــة تعزز أنشــطتها التجارية العابرة للحــدود. إلا أن باكستان أقامت علاقة صداقة مبكرة مع الصين، وزودتها بأول منفذ بري رئيسي نحو المحيط الهندي، والشــرق الأوســط، والقارة الإفريقية، عبر طريق كاراكورام السريع )، مدفوعة برغبتها في مواجهة التهديدات الإقليمية القادمة Karakoram Highway ( .) 47 من الهند، وأفغانستان، والاتحاد السوفيتي( ، بعد أن اعترفت باكستان بجمهورية 1950 بدأ التمثيل الدبلوماسي بين البلدين في عام ، أقيمت علاقات دبلوماسية رسمية، لتُُصبح باكستان 1951 الصين الشعبية، وفي عام أول دولة إسلامية، وثاني دولة في جنوب آســيا بعد الهند، تقيم علاقات رســمية مع بكين. وخلال عقدي الســتينات والسبعينات من القرن العشرين، سعت الدولتان إلى .) 48 ( 1963 تعزيز علاقاتهما الثنائية، وتُُو ِِّج ذلك بتوقيع اتفاقية لترسيم الحدود في عام ورغم التباين الأيديولوجي بين الطرفين؛ حيث تتبنى الصين نهج ًًا شــيوعيًًّا بينما تُُعد باكســتان جمهورية ذات مرجعية إسلامية، فقد حافظ البلدان على شراكة إستراتيجية قائمة على المنفعة المتبادلة. وقد ســاعد هذا التقارب الصين على تطوير اقتصادها، بدعم غير مباشــر من الولايات المتحدة، خلال العقود اللاحقة. وبالمقابل، شــك ََّلت باكستان بوابة أساسية للصين لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية مع دول الشرق الأوســط. وقد قدمت الصين دعمًًا اقتصاديًًّا وعســكريًًّا لباكســتان خلال الاحتلال )، عندما انضمت إلى الدول الداعمة للمجاهدين 1988 – 1979 السوفيتي لأفغانستان ( قـ ِع اتفاق نووي بين الطرفين يتضمن �ُُ ، و 1986 عبــر الأراضي الباكســتانية. وفي عام بناء مفاعلات نووية في باكســتان، في خطوة رُُبطت بالتعاون الأميركي-الهندي في .) 49 المجال النووي آنذاك( وتتميز العلاقات الصينية-الباكســتانية بتاريخ طويل من التعاون في مجالات الدفاع والتجــارة وغيرهــا؛ حيث عاد هذا التعاون بالفائدة علــى الجانبين. ومع تطور هذه العلاقات في العصر الحديث، ازدادت وتيرتها نتيجة للزيارات المتبادلة على مستوى .) 50 القيادات العليا؛ مما أسفر عن توقيع عدد كبير من الاتفاقيات الثنائية(
Made with FlippingBook Online newsletter