العدد 27 من مجلة لباب

237 |

تُُشكل هذه الأطروحات إطارًًا نظريًّّا جامعًًا لفصول الكتاب، وتُُسهم في فهم السياسات . 1948 الإسرائيلية تجاه غزة باعتبارها امتدادًًا منهجيًّّا لعقيدة الاقتلاع التي بدأت عام ، 2023 وفي هذا الإطار، يُُقرأ العدوان المتواصل على غزة، منذ أكتوبر/تشرين الأول بوصفه حلقة جديدة في منظومة استعمارية لم تنقطع. ثالثًًا: السردية الفلسطينية يُُولي الكتاب اهتمامًًا بالغًًا بالســردية الفلسطينية، باعتبارها أداة مقاومة فاعلة تنخرط في مواجهة معرفية وسياسية مع المشروع الاستعماري الإسرائيلي، وتُُنتج معرفة بديلة تُُزاحم الرواية الصهيونية. وتُُعََد الكتابة والفن والتوثيق مجالات مركزية لصون الهوية وتعزيز الذات الجمعية، في ظل سعي الاحتلال إلى طمس الذاكرة واحتكار السرد. يركــز الفصــل الرابع على هــذا البُُعد مــن خلال تتبع الفنون التي تدعم الســردية ا من الفلســطينية في غزة، مع إبراز الدور التعبيري لموســيقى الراب بوصفها شــكلًا أشــكال المقاومة الثقافية. تُُوثق الكاتبة حجم الدمار الذي اســتهدف البنية الثقافية، بمــا في ذلك الجامعات، والمراكز الفنيــة، والمتاحف، والمعالم الدينية، إلى جانب اســتهداف شخصيات ثقافية بارزة بالاغتيال. ويُُبرِِز استمرار الفنانين الفلسطينيين في إنتاج روايتهم رغم محدودية الموارد وقســوة الظروف؛ حيث يوظفون الموســيقى، والشــعر، والفن البصري لتوثيق يوميات الحصار والعدوان، بلغة إبداعية تُُعيد تأكيد الحضور الفلسطيني وتُُفض ِِّل محاولات الإلغاء. فقد ظل شباب غزة يقدمون أغانيهم عبر المنصات الرقمية خلال العدوان. ينظــر الفصــل إلى هــذه الإنتاجات الثقافيــة بوصفها أدوات نضــال تتجاوز الطابع الجمالي، وتمثل معركة وجودية تُُؤرشف التجربة وتربطها بالعالم الخارجي، وتُُقاوم خطاب الهيمنة الصهيوني الذي يســعى إلى شيطنة الفلسطيني وتهميشه. ويُُسهم هذا التحليل في تأكيد مركزية الفضاء الرقمي كجبهة سردية موازية، ويتقاطع مع أطروحات ترى في الممارســة الثقافية أداة لإعادة تشكيل الخريطة السياسية-الثقافية لفلسطين. كما يُُقارب الســرد الرقمي الفلسطيني بوصفه امتدادًًا طبيعيًّّا للنضال التحرري. فبينما يُُثبت المشروع التراثي الفلسطيني وجوده في المكان، يُُؤسس السرد الرقمي لحضوره في الزمن والذاكرة. وتُُشكل هاتان الجبهتان، رغم اختلاف وسائطهما، مقاومة معرفية

Made with FlippingBook Online newsletter