العدد 27 من مجلة لباب

| 22

)، فإن David Easton ، التي طرحها ديفيد إيســتون ( " الأنظمة المغلقة " ووفقًًا لنظرية المؤسســات التــي تعمل في بيئات معزولة تفقد القــدرة على التكيف مع التغيرات، وهو ما ينطبق على الأجهزة الاســتخبارية حينما تُُفرط في الســرية؛ إذ تُُصبح معزولة عن التفاعل مع الفاعلين الآخرين؛ مما يُُضعف قدرتها على الاستفادة من التطورات ). كما أن الســرية المفرطة تُُقيد أنشــطة البحث والتطوير، وتحد 27 التقنية والمعرفية( مــن تبادل الابتكارات التقنية في التحليل الاســتخباري؛ مما يجعل الأجهزة عُُرضة للتأخر في مواكبة التهديدات الجديدة، كالهجمات السيبرانية والتقدم التكنولوجي لدى الخصوم. علاوة على ذلك، يؤثر الإفراط في السرية في الجانب النفسي للعاملين؛ إذ قد يُُفضي العمل في بيئة مغلقة إلى الشــعور بالعزلة والضغط النفســي؛ مما ينعكس سلبيًًّا على الأداء والجودة التحليلية. وتحت هذه الظروف، قد يُُحْْرََم المحللون من المعلومات الحيوية التي تُُعد ضرورية لفهم التهديدات وتقديم تقييمات دقيقة. رابعًًا: التحديات النفسية والفكرية تلعب التحديات النفسية والفكرية دورًًا محوريًًّا في باثولوجيا الاستخبارات؛ إذ تؤثر تأثيرًًا مباشرًًا في جودة التحليل واتخاذ القرارات الإستراتيجية. وتنبع هذه التحديات من التحيزات الفكرية والتنظيمية التي تدفع الأفراد إلى تفسير المعلومات وفقًًا لقناعات مســبقة؛ ممــا يقلِِّل من الموضوعية ويزيد من احتماليــة الوقوع في الخطأ. كما تُُعََد ا مؤثرًًا؛ إذ يؤدي الشــك المفرط إلى تقييمات غير واقعية للتهديدات، البارانويا عاملًا بينما قد يفضي تبلد المشــاعر -الناتج عن الضغوط المســتمرة- إلى قرارات تتســم بالقسوة أو انعدام الاعتبارات الإنسانية. ولا تقتصر هذه التحديات على الأفراد، بل تمتد لتشمل كفاءة العمل الجماعي داخل الأجهزة الاســتخبارية؛ مما قد يُُضعف التنســيق ويُُفضي إلى قرارات غير دقيقة أو متسرعة. وتُُوضح الدراسات الأكاديمية أن هذه العوامل تُُعزز التفكير النمطي وتؤدي إلــى تقديرات مبالََغ فيها؛ مما يُُقوض قدرة الأجهزة الاســتخبارية على استشــراف التهديدات بواقعية وشمولية.

Made with FlippingBook Online newsletter