العدد 27 من مجلة لباب

249 |

وبالعــودة إلــى فترة نهاية عقد الأربعينات من القــرن الماضي، وعلى الرغم من أن ورفضت انضمام إســرائيل إلى 1947 إيران صو ََّتت ضد قرار تقســيم فلســطين عام ، اعترفت 1950 الأمم المتحدة، إلا أنها غيََّرت موقفها بعد ســنوات قليلة. ففي عام طهران بإسرائيل ضمن خطوة براغماتية هدفت إلى موازنة النفوذ العربي المتزايد في المنطقة، وهو ما زاد وضوحه لاحقًًا مع تصاعد خطاب الوحدة العربية بقيادة جمال .) 7 عبد الناصر، والذي رأت فيه كل من إيران وإسرائيل تهديدًًا وجوديًّّا( ثــم كان أن تطــورت العلاقات الثنائية خلال حكم الشــاه محمــد رضا بهلوي إلى مستويات متقدمة من التعاون شملت تبادل الدولتين معلومات استخباراتية، والتنسيق في مواجهة الحركات القومية واليســارية في المنطقة، وامتدت إلى مجالات الطاقة والتســليح والتجارة، وبلغت ذروتها مع تدشــين خط أنابيب نفط جرى بناؤه بشكل ، يمتد من ميناء إيلات، حيث تصل شحنات النفط الإيراني، إلى 1968 مشترك، عام عســقلان على البحر المتوســط، حيث تضمن إيران عدم مــرور صادراتها عبر قناة السويس؛ حيث يجري نقل النفط إلى ميناء عسقلان واستخدامه للتصدير إلى أوروبا، بعد اقتطاع جزء منه لتلبية احتياجات إسرائيل. لم يكن التحالف معلنًًا في بداياته، لكنه كان واسعًًا ومؤسسيًّّا. فقد اعتمدت إسرائيل على النفط الإيراني لتجاوز الحصار العربي، بينما استفادت إيران من الخبرة العسكرية )، وقد كشفت وثائق، 8 الإسرائيلية، خاصة في المجالين الاستخباراتي والتكنولوجي( أُُفرج عنها لاحقًًا في إســرائيل، عن تنســيق أمني طويل الأمد شمل صفقات سلاح، ). لم 9 وتدريــب قــوات خاصة، وعلاقة شــراكة في برامج صناعات دفاعية ســرية( في العقيدة السياسية الإيرانية " عدو ًًّا دينيًًّا " تكن إســرائيل، في تلك المرحلة، تُُصنََّف الرســمية، بل كانت شــريك ًًا مفيدًًا في وجه التحديات العربية، خصوص ًًا تلك القادمة من مصر الناصرية والعراق البعثي. ا، بل سرعان ما انهارت لم تصمد كل تلك التفاهمات، التي أشرنا إليها أعلاه، طويلًا ؛ إذ جاءت الثورة الإسلامية بقيادة آية الله الخميني لتُُعيد تعريف العدو 1979 في عام إلى رأس حربة " حليف صامت " مــن منظــور ديني-أيديولوجي، وتحولت إيران من في وجه إسرائيل، كما سنُُفصله في الفصل الثاني. " محور المقاومة "

Made with FlippingBook Online newsletter