| 250
. تحو ّّلات ما بعد الثورة الإسلامية 2 ، نقطة تحول حاسمة في طبيعة العلاقة 1979 شك ََّلت الثورة الإسلامية الإيرانية، عام بين إيران وإسرائيل. فمع انهيار نظام الشاه، فقدت تل أبيب أحد أقوى حلفائها غير العرب، لتحل مكانه ســلطة ثورية بقيادة آية الله الخميني، الذي اعتبر إســرائيل كيانًًا .) 10 يجب اجتثاثه من الجسد الإسلامي( " ورمًًا سرطانيًّّا " غاصبًًا و منذ أول أيامه في الحكم قطع النظام الجديد العلاقات الدبلوماســية مع إســرائيل، وحو ََّل الســفارة الإســرائيلية إلى سفارة لفلســطين، وجعل من العداء لإسرائيل أحد الموت " و " تحرير القدس " ركائز هويته السياسية والدينية. وتحولت شعارات من قبيل إلى مضامين تعبِِّر عن التماهي بين العقيدة الثورية والسياســة الخارجية، " لإســرائيل إلى المنطقة. لكن المفارقة أن هذه القطيعة " تصدير الثورة " خصوص ًًا مع اعتماد مبدأ الأيديولوجية لم تمنع إيران من ممارسة بعض البراغماتية حين دعت الحاجة. فخلال – إيران " الحرب الإيرانية-العراقية، تورطت طهران بشــكل غير مباشــر في فضيحة ، حيث اســتوردت عبر وســطاء أسلحة إســرائيلية بدعم أميركي سري، وهو " كونترا ما يكشف الطابع المركب لتصرفات الجمهورية الإسلامية في سنواتها الأولى، رغم .) 11 ِحَِّدَة الخطاب المعادي لإسرائيل المُُعلن( . تصعيد الألفية الثالثة 3 مع استقرار النظام الثوري في إيران وتراجع خطر الحرب مع العراق، بدأت طهران مرحلة جديدة من المواجهة مع إسرائيل عبر أدوات غير تقليدية، فانتقلت من مرحلة في " محور المقاومة " العــداء الخطابي إلى دعم ما بات يوصف في مراحل لاحقة بـ لبنان وفلسطين. ، أهم تجل لمشــروع إيران 1982 في هذا الســياق، جاء تأســيس حزب الله، عام الإقليمــي. فالحــزب لم يكن مجــرد رد على الاجتياح الإســرائيلي للبنان في ذلك العام، بل ذراعًًا أمنية-عســكرية إيرانية في المشــرق العربي. ومع مرور من الحرس الثوري، وبات يمثل ركيزة إستراتيجية في الردع غير المباشر ضد إسرائيل، خاصة بعد .أما على الجبهة 2006 ، ثم في حرب يوليو/تموز 2000 انسحابها من جنوب لبنان عام الفلســطينية، فقد قدمت طهران دعمًًا عســكريًّّا وتقنيًّّا متقطعًًا -لكنه مؤثر- لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، متجاوزة بذلك الخلافات المذهبية، ومركزة على العداء
Made with FlippingBook Online newsletter