العدد 27 من مجلة لباب

251 |

المشــترك مع إســرائيل. وكان من ثمار ذلك الدعم أن أتاح لطهران نفوذًًا في قطاع غزة، وفتح جبهة جنوبية تربك الحسابات الأمنية لتل أبيب. ، توسعت 2003 ، وبشكل خاص عقب الاجتياح الأميركي للعراق عام 2000 بعد العام قدرات إيران في المنطقة، فأسســت شــبكة واســعة من الميليشيات الموالية لها في العراق، تواصلت جغرافيًًّا مع سوريا التي كانت حليفًًا تقليديًًّا للنظام في طهران، ثم تطورت إلى تواجد ميليشياوي واسع بعد التورط الإيراني في دعم نظام الأسد ضد الثورة السورية. لقد أوجد هذا الامتداد الجغرافي-المذهبي، ما بين طهران وبيروت ، وأثار ذلك قلقًًا متزايدًًا في " الهلال الشــيعي " عبر العراق وســوريا، ما بات يُُعرف بـ تل أبيب؛ حيث عُُد مشروعًًا لتطويق إسرائيل من ثلاث جبهات: جنوب لبنان، وغزة، وسوريا. في مقابل هذا التمدد قامت إســرائيل باعتماد مقاربة هجومية، شملت حرب يوليو/ ا عن ضربات ضد حزب الله في لبنان، وش ََن عدة حروب على غزة، فضلًا 2006 تموز جوية متفرقة ومتباعدة ضد أهداف مرتبطة بإيران في ســوريا شــملت تصفية قيادات ميدانية إيرانية كبيرة واستمر ذلك عدة سنوات حتى سقوط نظام الأسد، في ديسمبر/ ، وانســحاب الميليشــيات والخبراء الإيرانيين. وفي داخل إيران 2024 كانون الأول ذاتها، اعتمدت الاســتخبارات الإســرائيلية أساليب الحرب السيبرانية، ومنها الهجوم ، إلى جانب تنفيذ 2010 على منشأة نطنز النووية، في " ستاكســنت " الشــهير بفيروس .) 12 سلسلة اغتيالات استهدفت علماء نوويين( ؛ حيث اختلطت أدوات " الصراع المركــب " هكــذا، إذن، دخــل الطرفان في مرحلة الحرب التقليدية بوســائل غير متماثلة: من حرب الظل الاســتخباراتية إلى استنزاف اقتصادي، بالإضافة، طبعًًا، إلى معارك إعلامية ودعائية هدفها بناء صورة سلبية، وفي .) 13 وتبرير التصعيد القادم ضده( " للعدو " غالب الأحيان مرعبة، لــم تكن الولايات المتحدة طرفًًا محايدًًا في النزاع الإيراني-الإســرائيلي، بل لعبت منذ الثورة الإيرانية دور العامل الإستراتيجي المضاعف لحدة الصراع. فعلى إثر أزمة ، قطعت واشنطن علاقاتها مع طهران، وانخرطت في بناء 1979 احتجاز الرهائن، عام باعتباره مشــتركًًا بين " ردع التهديد الإيراني " تحالف صلب مع تل أبيب يقوم على .) 14 الطرفين(

Made with FlippingBook Online newsletter