| 252
تعززت هذه العلاقة الأمنية-العسكرية في تسعينات القرن العشرين، ثم تصاعدت بقوة ، وربطها 2002 عام " محور الشر، " بعد إدراج الرئيس جورج بوش الابن إيران ضمن بالإرهاب الدولي. وتحول التنســيق الأميركي-الإســرائيلي ضــد طهران إلى محور رئيســي في السياســات الإقليمية للبلدين، خاصة بعد الكشف عن البرنامج النووي ؛ مما فج ََّر سباقًًا استخباراتيًّّا ودبلوماسيًّّا واقتصاديًّّا ضد إيران. 2003 الإيراني في " العقوبات القصوى " اعتمدت واشنطن في علاقتها بإيران مقاربة مزدوجة جمعت بين . وقد قاد الرئيس دونالد ترامب هذه الإستراتيجية إلى أقصى مداها، " الردع المشترك " و ، حين انســحب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات مشــددة على طهران، 2018 في ودعم إسرائيل في تنفيذ عمليات استهداف مراكز نفوذ إيران في سوريا والعراق. أمــا إيران، فاعتبــرت الوجود الأميركي في المنطقة (امتدادًًا عضويًّّا وجبهات متقدمة للنفوذ الإســرائيلي). وأعادت ربط الصراع مع إسرائيل بالوجود العسكري الأميركي في الإقليم، معتبرة أي تهديد عســكري ضدها ســيكون، بالضرورة، ثلاثي الأضلاع (واشنطن-تل أبيب-الحلفاء الإقليميون). في المقابل، اســتغلت إســرائيل علاقتها الوثيقة بالولايات المتحدة لتقويض الجهود الدبلوماســية تجاه إيران، ســواء في عهد الرئيسين الأميركيين السابقين، باراك أوباما وجو بايدن؛ حيث مارســت ضغوطًًا هائلة علــى الكونغرس والإدارة لعدم التوصل ، بينما استثمرت في التنسيق الاستخباراتي الذي سمح لها " اتفاق نووي ضعيف " إلى .) 15 ( 2020 بتنفيذ اغتيالات معقدة، أبرزها اغتيال العالم محسن فخري زاده، عام مع دخول الألفية الجديدة، بدأ التوتر بين إيران وإســرائيل يأخذ منحى أكثر خطورة على إثر انكشــاف البرنامج النووي الإيرانــي أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في . رأت إسرائيل في هذا المشروع تهديدًًا وجوديًّّا مباشرًًا لها فشنََّت حملة 2003 العام ، محذرة من تكرار " ي ـ ّا � نظامًًا مارقًًا نوو " دبلوماســية وإعلاميــة حثيثة لتصويــر إيران .) 16 سيناريو كوريا الشمالية في الشرق الأوسط( ترافقت الحملة مع إطلاق عمليات اغتيال للعلماء النوويين الإيرانيين، وشن الهجمات الســيبرانية، كما كثفت إسرائيل غاراتها في سوريا والعراق ضد مواقع تعدها مخازن أسلحة إيرانية أو ممرات لوجستية نحو حزب الله.
Made with FlippingBook Online newsletter