| 262
سيبرانية محلية. وعلى سبيل المثال، فقد أعلنت المملكة العربية السعودية، بعد حرب ، عن أكبر صفقة دفاع جوي في تاريخها مع فرنسا وأميركا. ومن 2025 يونيو/حزيران جانبها، بدأت دول الإمارات العربية المتحدة في تطوير قدراتها السيبرانية الهجومية، بينما زادت تركيا من وتيرة مناوراتها العسكرية في البحر الأبيض المتوسط وأعادت .) 29 تقييم تحالفاتها مع إسرائيل وقطر في ضوء تصاعد التوتر الإيراني-الإسرائيلي( من شــأن هذا التحول في موازين القوى الدفع بالمنطقة نحو حالة يســود فيها نظام أمنــي متعــدد الأقطاب؛ حيث تتداخل مصالح القوى الإقليمية مع حســابات القوى الكبرى، ويصبح لكل فاعل إقليمي مســاحة مناورة خاصة به ضمن معادلة الردع أو ). وفي حال تطور الصراع إلى مواجهة مباشــرة، أو حرب مفتوحة، فإن 30 التصعيد( ذلك ســيهدد منظومات الأمن الجماعي التقليدية مثل مجلس التعاون الخليجي، أو حتى التحالفات العربية-الإسرائيلية الناشئة (اتفاقيات أبراهام). من ناحية أخرى، تحول الصراع الإيراني-الإســرائيلي إلى ســاحة اختبار للحروب الســيبرانية والاقتصادية؛ حيث باتت الهجمات على البنية التحتية الحيوية (الكهرباء، المياه، النقل، المال) جزءًًا من أدوات الردع والهجوم. فقد شهدت تل أبيب هجومًًا ســيبرانيًّّا إيرانيًّّا عط ََّل شــبكة الكهرباء لمدة يومين كاملين، وردََّت إســرائيل بهجوم ســيبراني على منظومة الطاقة في أصفهان، وهو ما يعكس تصاعد خطورة هذا النوع من المواجهات. كما أدت الحرب إلى ارتفاع أســعار النفط وتراجع الاســتثمارات ، وفق تقديرات 2025 % خلال النصف الأول مــن 22 الأجنبيــة في المنطقة بنســبة ). ولا شك في أن هذه الحروب غير التقليدية تضعف ثقة المستثمرين 31 المختصين( وتــؤدي إلــى هروب رؤوس الأموال وتدفع دول المنطقة إلى الاســتثمار في الأمن الســيبراني على حســاب التنمية الاجتماعية، وغيرها مــن القطاعات الأخرى ذات الحيوية بالنسبة للمجتمع. إن من شــأن اســتمرار الصراع، كذلك، تعميق الانقســامات الطائفية والسياسية في المنطقــة. فإيران تواصل تعبئة حلفائها على أســاس طائفي (حزب الله، الحوثيون، الخطر " الميليشــيات الشــيعية في العراق وســوريا)، بينما توظف إســرائيل خطاب لحشد الدعم العربي والخليجي. وقد تصاعد التوتر بين الشيعة والسنََّة في " الإيراني العــراق ولبنان بعد كل جولة تصعيد، مع اندلاع اشــتباكات في بغداد وبيروت، في
Made with FlippingBook Online newsletter