263 |
حين كثفت إســرائيل جهودها لتعزيز تحالفاتها مع الإمارات والبحرين والمغرب في ). وما من شك في أن هذا الاستقطاب يزيد من حجم 32 ( " المحور الإيراني " مواجهة التهديدات التي تستهدف تقويض الاستقرار الداخلي في عدة دول عربية، كما يزيد، .) 33 أيض ًًا، من احتمالات تفكك الدول الهشة أو اندلاع حروب أهلية جديدة( ويرى مراقبون أن هذا التدويل يهدد بتحويل المنطقة إلى ســاحة صراع بالوكالة بين القوى الكبرى، ويقلل من قدرة الفاعلين المحليين على التحكم بمســارات التصعيد .) 34 أو التسوية( ويُُضعف استمرار التصعيد الإيراني-الإسرائيلي فرص تسوية الصراعات الأخرى في المنطقة، مثل الأزمة الســورية واليمنية، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية، فكل طرف يستخدم هذه الملفات ورقة ضغط في المواجهة الكبرى؛ حيث صعََّدت إيران دعمها لحمــاس والجهــاد الإسلامي في غزة بعد كل تصعيد مع إســرائيل، فيما كثفت تل أبيب ضرباتها في ســوريا ولبنان، وتزامن فشل المبادرات الأممية في اليمن وسوريا مع تصاعد التوتر بين الطرفين. لذا تظل احتمالات التسوية الإقليمية رهينة بتطورات هذا الصراع؛ إذ يصعب تحقيق أي اختراق دبلوماسي ما لم يتم احتواء المواجهة بين طهران وتل أبيب. لقد خرج الصراع الإيراني-الإسرائيلي/الأميركي من قمقمه التقليدي ولم يعد مجرد نــزاع بيــن دولتين، بل بات بنية صدامية متداخلة تضم قوى رســمية وغير رســمية، وشــبكات إعلامية، وأدوات تكنولوجية، وحسابات جيوسياسية عابرة للحدود. ولم الفوضى " نـ ًا فهمه فقط عبر توازن القوى، بــل ينبغي تفكيكه ضمن منطق � يعــد ممك التي تعيد تشكيل المنطقة. " المتموضعة والأرجــح ألا تتــم أي تســوية حقيقية عبر التفاهم بين طهــران وتل أبيب فقط، بل من خلال إعادة رســم كامل لخريطة الاصطفافات الإقليمية، وترسيخ قواعد اشتباك جديدة تُُراعي الطبيعة المركبة للتهديدات المعاصرة. أوضحنا، في الفقرات السابقة، أن الصراع الإيراني-الإسرائيلي لم يعد محصورًًا في النطاق الجغرافي أو الأيديولوجي الضيق، بل أصبح ســاحة اشــتباك مركب تشــمل الفضاء السيبراني، وساحات الحلفاء، والحروب بالوكالة، والتضليل الإعلامي. فمنذ
Made with FlippingBook Online newsletter