العدد 27 من مجلة لباب

35 |

البُُعد المؤسســي: أوضحت الدراســة أن ضعف التنسيق بين الوكالات يُُنتج فجوات خطيرة في تبادل المعلومات، تُُضعف من دقة تقييم التهديدات. ويتطلب الأمر إدخال نظــم فعالة لتبادل المعلومات، تقوم علــى تقنيات متقدمة ومنصات رقمية آمنة، إلى جانب آليات مراجعة مستقلة تُُعزز الشفافية، وتُُنم ِِّي بيئة عمل تعاونية تُُحس ِِّن من اتخاذ القرارات الإستراتيجية. البُُعد النفســي: كشفت الدراسة أن التحيزات الإدراكية، وخصوص ًًا التحيز التأكيدي، تُُؤثــر تأثيــرًًا بالغًًا في جودة التحليل وفاعلية القــرار. كما أن بيئات العمل الضاغطة تُُســهم في ظهور حــالات من البارانويا وتبلد المشــاعر؛ مما يُُقــوِِّض الموضوعية والفاعليــة. ومــن هنا، تبرز الحاجة إلى برامج تدريبيــة تُُنم ِِّي التفكير النقدي، وتُُعزز الوعي بالتحيزات، وتُُساعد العاملين على التكيف مع ضغوط العمل، بما يُُحسن جودة الأداء الاستخباري. الأخلاقيات المهنية: تُُعََد الأخلاقيات عنصرًًا أساسيًًّا لضمان نزاهة العمل الاستخباري؛ يـ ُؤدي غيابهــا إلى تآكل الثقة، وتدني فاعليــة الأداء. ويُُوص ََى بتعزيز ثقافة النزاهة � إذ والشــفافية من خلال آليات فعالة للمراقبة والمراجعة، مثل فرق التحقيق المســتقلة والتدقيق الداخلي، بما يضمن أن تكون القرارات مستندة إلى معايير أخلاقية راسخة، تُُعــزز من مصداقيــة الأجهزة، وتدعم قدرتها على اتخاذ قرارات إســتراتيجية دقيقة وموثوقة. ا جوهريًًّا في وبناء على ما سبق، تُُؤكد الدراسة أن باثولوجيا الاستخبارات تُُشك ِِّل عاملًا تفسير اختلالات الأداء داخل المؤسسات الاستخبارية. وفهم هذه الظاهرة، بأبعادها النفسية والمؤسسية، يُُمهد الطريق نحو بلورة إستراتيجيات إصلاحية شاملة تُُسهم في تعزيز الأداء الكلي لهذه الأجهزة. ومن خلال تحســين التنســيق المؤسسي، وتطوير القــدرات التحليليــة، وتكريس قيم النزاهة المهنية، يمكن للأجهزة الاســتخبارية أن تُُحقق مســتويات أعلى من الكفاءة والجاهزيــة، وتُُواجه التهديدات الأمنية المتزايدة في هذا العصر المتقلب، بكفاءة وثقة واستقلالية.

Made with FlippingBook Online newsletter