العدد 27 من مجلة لباب

| 48

ا إلى إدماجه ضمن البرامج من التهميش الأكاديمي إلى التأسيس المؤسساتي، وصولًا ا للبحث والتعليم. الجامعية البريطانية بوصفه مجالًا ولا تقتصر أهمية هذه الدراســة على بعدها الوصفي أو التحليلي للتجربة البريطانية، بل تنبع كذلك من إمكانات اســتلهام هذا النموذج، نقديًًّا، في الســياقات العربية. إذ تســعى الدراســة إلى طرح تساؤل جوهري حول ما إذا كانت التجربة البريطانية قابلة للتكييف أو التوظيف في بيئات سياســية وثقافية مختلفة، تعاني من هيمنة الســرية، وغياب الشفافية، وتقييد النفاذ إلى المعلومات. ا مركزيًًّا: وانطلاقًًا من ذلك، تطرح الدراسة سؤالًا ما العوامل التي أسهمت في تطور المدرسة البريطانية في الدراسات الاستخباراتية؟ وما الذي يميزها عن غيرها من التجارب، لاسيما المدرسة الأميركية؟ ويتفرع عن هذا السؤال المحوري أربعة أسئلة فرعية: ما أبرز العراقيل المهنية والسياســية التي أعاقت ترسيخ الدراسات الاستخباراتية في بريطانيا خلال العقود الماضية؟ كيف أســهمت التحولات السياســية والقانونية في إتاحة الأرشيفات والوثائق السرية أمام الباحثين البريطانيين؟ ما الخصائص المنهجية والمعرفية التي تميز المدرسة البريطانية عن نظيرتها الأميركية؟ ما مدى حضور الدراسات الاستخباراتية في المناهج الجامعية البريطانية؟ وما الأدوار التي تؤديها في تشكيل الوعي السياسي والمجتمعي بأعمال الاستخبارات؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة، تنطلق الدراسة من الفرضيات التالية: أن تطور الدراســات الاستخباراتية في بريطانيا لم يكن نتيجة طبيعية لتراكم أكاديمي داخلي، بل جاء استجابة لضغوط مجتمعية وسياسية، فُُرضت عقب أزمات أمنية كبرى. أن الانفتاح النسبي في السياسات الأرشيفية سمح بإعادة قراءة التاريخ الاستخباراتي البريطاني في سياق نقدي يتجاوز السرديات الرسمية. أن المدرســة البريطانيــة تتميز بتركيزها على البعــد التاريخي والتنظيمي والأخلاقي

Made with FlippingBook Online newsletter