49 |
لأجهزة الاســتخبارات، مقارنة بالمدرســة الأميركية التي تركز على الأبعاد العملياتية والتقنية. أن إدماج حقل الدراســات الاستخباراتية ضمن برامج دراسات الأمن في الجامعات ا ًّا. البريطانية عزََّز من مشروعية الاستخبارات موضوعًًا بحثيًًّا مستقل ) Critical Historical Approach منهجيًًّا، توظف الدراسة المدخل التاريخي النقدي ( بوصفه الإطار التحليلي الأكثر ملاءمة لتفكيك مراحل تطور هذا الحقل، والربط بين الســياقات السياسية والقرارات المؤسسية، وتشك ُُّل الخطابات الأكاديمية. ويتيح هذا المدخل تجاوز التوصيف السردي، نحو تحليل بنيوي يركز على لحظات الانكشاف السياسي (كالأزمات والفضائح الاستخباراتية) التي مهدت لنشوء خطاب نقدي داخل الأوساط البحثية. كما يساعد على تفكيك أنماط إنتاج المعرفة، ورصد حدود إسقاط التجربــة البريطانية علــى الدول العربية، بالنظر إلى تباين البنى القانونية والسياســية والمؤسسية. أما على المســتوى النظري، فتتأســس الدراســة على مقاربة تصف هذا التيار باسم ؛ وذلك استنادًًا إلى مجموعة من " المدرســة البريطانية في الدراســات الاستخباراتية " Epistemic المؤشــرات الموضوعية، في مقدمتها وجود جماعة علمية متماســكة ( ) تتشــارك مرجعيــات معرفية ومنهجية، من أبرز رموزها: كريســتوفر Community )، وريتشــارد Michael Herman )، ومايكل هيرمان ( Christopher Andrew أندرو ( ). وتتميز هذه المدرســة Peter Gill )، وبيتــر غيــل ( Richard Aldrich ألدريتــش ( باســتخدام المنهج الكيفي، والتحليل التاريخي لطويل المدى، والتركيز على العلاقة بين الاستخبارات والديمقراطية، مع الاهتمام بأخلاقيات العمل الاستخباراتي. Intelligence كما أن تراكم الدراسات والأبحاث، ونشرها في مجلات متخصصة مثل ، إضافــة إلى تدريس Journal of Intelligence History و and National Security و King ’ s College London هــذا الحقــل في جامعــات بريطانية مرموقــة مثــل ، يعزز من اســتقلالية المدرسة البريطانية، ويمنحها طابعًًا Aberystwyth University مؤسسيًًّا. وقد أدى هذا الزخم المعرفي إلى حضورها الوازن في المؤتمرات الدولية، وتثبيت مكانتها إلى جانب مدارس أخرى كالأميركية والروسية.
Made with FlippingBook Online newsletter