العدد 27 من مجلة لباب

| 54

- الانفتاح التدريجي 3 منذ مطلع التســعينات، بــدأت بريطانيا اتخاذ خطوات تدريجية نحو تأطير النشــاط الاســتخباراتي بقواعد قانونيــة؛ حيث تم لأول مرة إدراج الأجهــزة الثلاثة -جهاز )، ومكاتب الاتصالات الحكومية MI6 )، وجهاز الاســتخبارات السرية ( MI5 الأمن ( )- ضمن إطار تشريعي يتيح نوعًًا من الرقابة البرلمانية. وقد تجسد ذلك في GCHQ ( ، وهي لجنة تضم برلمانيين 1994 )، سنة ISC ( " لجنة الاســتخبارات والأمن " إنشــاء يُُعيََّنــون مــن قبل رئيس الــوزراء، وتتولــى مراقبة الإنفاق والسياســات والعمليات الاستخباراتية، من خلال ثلاث لجان فرعية تُُوزع الاختصاصات بين مجلس العموم ومجلس اللوردات. وتُُشك ََّل لجان مؤقتة أحيانًًا لأداء مهام محددة، ثم تُُحل فور انتهاء .) 9 مهامها، بينما تستمر لجان أخرى من دورة برلمانية إلى التي تليها( ورغم هذا التقدم المؤسساتي، فإن العديد من النقاد لا يزالون يعدون وتيرة الانفتاح ). ويُُعزى هذا التقييد 10 ، لاسيما عند مقارنتها بالتجربة الأميركية( " محدودة " البريطاني -لــدى بعض الباحثين- إلى طبيعة الاســتجابة الخارجية التي فُُرضت على بريطانيا نتيجة التزاماتها تجاه الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وليس بسبب تحول داخلي عميق في الثقافة السياسية أو العقيدة الأمنية. كما تعرضت فاعلية لجنة الاستخبارات والأمن إلى نقد شديد، خاصة بعد فشلها في تقديم تقييم مستقل بشأن مشاركة بريطانيا في حرب العراق؛ مما أضعف مصداقيتها فــي نظــر الرأي العام. وفي الوقت ذاته، تزايد اهتمــام البرلمان الأوروبي بأداء دور رقابي على أنشــطة الاســتخبارات، لاســيما من خلال التحقيق في مراكز الاعتقال الســرية التابعة لوكالة الاســتخبارات المركزية الأميركية في أوروبا؛ مما أضفى بعدًًا دوليًًّا جديدًًا على قضايا الرقابة والمساءلة. بدأت أولى المحاولات الرسمية لرفع السرية بشكل مؤسسي مع حكومة جون ميجور، ؛ حيث شــرعت الأجهزة الاســتخباراتية تدريجيًّّا في تحويل سجلاتها 1992 في عام إلى الأرشــيف الوطني. وقد شــملت هذه الخطوة دائرة الأمن، ومكاتب الاتصالات الحكومية، ومدرســة الشيفرة والكود الحكومي، في حين استمر جهاز الاستخبارات ) في الامتناع عن الإفراج عن ملفات عملياته خلال الحرب. ويعكس SIS الســرية ( هذا التفاوت في الإفصاح اختلافًًا في التصورات المؤسســية للتهديدات، وتباينًًا في الهياكل البيروقراطية ومدى الاستعداد للانفتاح والرقابة.

Made with FlippingBook Online newsletter