العدد 27 من مجلة لباب

| 62

في زمن الحرب. وفي كلتا الحالتين، تبرز ثلاث مراحل منهجية أساسية ينبغي الانتباه ا : الطريقة التي تُُنجز بها عمليات جمع المعلومات الاســتخباراتية؛ ثانيًًا: إليهــا: أولًا قابلة " اســتخباراتية " الآليــات المعتمــدة لتقييم تلك المعلومات وتحويلها إلى مادة للتوظيف؛ وثالثًًا: حجم التأثير الذي تُُحدثه هذه المعلومات على رســم السياســات العامة وصياغة الإستراتيجيات العليا. وضمــن هذه الانقســامات المنهجية في الدراســات الاســتخباراتية، يُُلاح ََظ وجود تباينات واضحة بين مجالات الاســتخبارات العسكرية، والأمن الداخلي، وعمليات التخريب وزعزعة الاســتقرار، إضافة إلى اســتخبارات الإشارات وعمليات الخداع .) 26 الإستراتيجي( ومن بين العوامل التي أسهمت في التقدم الذي أحرزته المدرسة التاريخية البريطانية في دراســة الاستخبارات في زمن السلم، الاهتمام الكبير بالسجلات البريطانية التي اســتند إليها المؤرخون -ولا تزال قابلة للاســتخدام- في إعادة بناء عمليات صنع القرار السياســي، والصور النمطية التي كانت تتبنََّاها الحكومة البريطانية حيال العالم .) 27 الخارجي، انطلاقًًا من الوثائق المتاحة لصنََّاع السياسات آنذاك( وقد اتســمت المناهج التعليمية المعتمدة في حقل الدراســات الاستخباراتية ضمن الأوساط الأكاديمية، لاسيما في مراحل النشأة الأولى، بوجود أربع مقاربات نموذجية لتدريس الاستخبارات في مؤسسات التعليم العالي، وهي: المقاربة الوظيفية: التي تركز على دراسة الأنشطة والعمليات التشغيلية التي تقوم بها الأجهزة الاستخباراتية. المقاربة الهيكلية: وتهدف إلى تحليل دور وكالات الاســتخبارات والأمن في تسيير الشؤون الدولية. المقاربة السياسية: وتتناول الاستخبارات من زاوية علاقتها بصنع القرار والسياسات العامة. المقاربة التاريخية: التي تركز على التجارب السابقة والشخصيات البارزة في المجال الاستخباراتي.

Made with FlippingBook Online newsletter