89 |
تعريف الاســتقرار " ) في مقاله المعنون Claude Ake مــن جانبه، قد ََّم كلــود أكي ( حالة تتميز " ، مقاربة ترى أن الاستقرار السياسي هو 1975 ، والمنشور عام " السياسي بالحفاظ على حكومة أو نظام سياسي يعمل بسلاسة، مع تجنب الاضطرابات الكبرى . ويضيف أن الاستقرار السياسي يتجلََّى في " أو التغيرات الجذرية لفترة زمنية طويلة وجود مؤسســات وسياســات ثابتة، وفي احترام قواعد النظام العام، وتطبيق ســيادة .) 44 القانون بوصفها ضمانة للاستمرارية والتنظيم داخل المجال السياسي( وبالنظر إلى هذه التعريفات مجتمعة، يمكن استخلاص عنصر مشترك بينها يتمثل في الدور المحوري الذي يقوم به المجتمع في تحقيق استقرار النظام السياسي. فبحسب هذه الرؤى، لا يتحقق الاستقرار إلا عبر التفاعل المنظم بين النخب والجماهير من جهة، وبين المواطنين والسلطة السياسية من جهة أخرى، وهو تفاعل لا يمكن أن يتم من دون حد أدنى من القبول المجتمعي للنظام السياسي ورضا الأفراد عنه. )، أن Max Weber وفــي هذا الســياق، يرى عالم الاجتماع الألماني، ماكــس فيبر ( النظام الحاكم يُُعد شرعيًًّا إلى الحد الذي يشعر فيه المواطنون بأن هذا النظام صالح، " ). ويُُظهر هذا التعريف أن الشرعية تمثل التعبير السياسي 45 ( " ويستحق التأييد والطاعة عن الرضا الجماهيري، وأن هذا الرضا هو الشــرط اللازم لتحقيق التفاعل المســتقر والمستمر بين السلطة والمجتمع. ومن هنا، يتضح أن الشرعية هي الرابط الجوهري بين ثقافة المجتمع والنظام السياسي، فهي الجسر الذي تمر من خلاله المواقف والمشاعر والتصورات الجمعية إلى النظام السياســي على شــكل دعم أو اعتراض. وكلما زادت الشــرعية التي يمنحها الأفراد للنظام السياسي، زادت فرص تحقيق الاستقرار السياسي، وهو ما يُُعز ِِّز الفرضية الثانية التي تنطلق منها هذه الدراسة. خامس ًًا: الشرعية السياسية رابط ًًا بين الثقافة المجتمعية والنظام السياسي يحظى مفهوم الشــرعية باهتمام بالغ في الفكر السياســي، لما له من أثر حاسم على ) مــن أوائل المفكرين John Locke اســتقرار النظام السياســي. وكان جــون لوك ( الذين تناولوا هذا المفهوم بشكل منهجي؛ إذ رأى أن الشرعية السياسية تتأسس على علاقة رضا واتفاق بين الحاكم والمحكوم، وأن هذه العلاقة هي المحور الأساســي
Made with FlippingBook Online newsletter