التهديدات الأمنية في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي

القتصادي والعلمي). ومع ذلك، تمثل هذه التدفقات البشــریة أیضًا خســارة بالنسبة للبلدان المرسلة، ولسیما مع رحیل الإطارات وهجرة الأدمغة. والملاحظ أن البطالة تمس الأفراد من جمیع المستویات العلمیة والمهنیة وحتى الحاصلین على شــهادات علیا، وأن عدم قدرة ســوق العمل الوطنیة على تأمین هذه الطلبات على العمل یجعل الأفراد یتجهون إلى طلبها في الخارج ولو في ظروف عمل صعبة. بالإضافة إلى الفشل في حل المشاكل الجتماعیة المتمثلة في الفقر والمجاعة والبطالة والأمراض. وكذلك صورة النجاح الجتماعي الذي یُظهره المهاجر عند عودته إلى بلده لقضاء العطلة؛ حیث یتفانى في إبراز مظاهر الغنى: ســیارة، هدایا، استثمار في العقار.. إلخ، وكلها مظاهر تغذیها وسائل الإعلام المرئیة. من بین التغییرات الرئیســیة التي لوحظت في الشــباب شعورهم بأن الحدود لم تعد موجودة وأن الفرد لم یعد یرتبط بالضرورة بأرض ووطن. هذا السلوك هو نتیجة مباشرة للعولمة، وعلى وجه الخصوص تطور وسائل النقل السریعة، ووسائل التصال الحدیثة، مثل: الإنترنت وقنوات التليفزیون الرقمي. وبالتالي، یعیش الشــباب في بیئة من السهل فیها البتعاد عن الجذور والدخول في دوامة من التنقل. الأسباب السیاسیة تمیزت نهایة القرن العشرین بحركات مهمة من اللاجئین بصفة فردیة أو جماعیة، مــن جــرّاء الحروب والنزاعات التي عرفها العدید مــن مناطق العالم؛ حیث إن عدم الســتقرار الناجم عن الحروب الأهلیة والنزاعات وانتهاكات حقوق الإنســان بسبب النتماءات العرقیة أو الدینیة أو السیاسیة، یعد أحد الأسباب الرئیسیة لحركات الهجرة التي تجبر الأفراد على النزوح من المناطق غیر الآمنة إلى أخرى أكثر أمنًا وهو ما یُطلَق علیه الهجرة الضطراریة أو اللجوء السیاسي. وتعتبــر منطقة المغرب العربــي خاصة، وإفریقیا بصفة عامــة من أهم المناطق المصدّرة والمســتقبِلة للاجئین بســبب الحروب وعدم الستقرار الداخلي الذي تعرفه دول المنطقة. وفــي هذا الإطــار، یمكن القول: إن منطقة المغرب العربــي تعتبر منطقة عبور رئیسیة للاجئین والمهاجرین القادمین من إفریقیا، خاصة من منطقة البحیرات الكبرى، شاحنة 100 فالمملكة المغربیة تعد نقطة عبور رئیسیة نحو إسبانیا، سنویّا هناك حوالي

109

Made with FlippingBook Online newsletter