التهديدات الأمنية في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي

عابر للأوطان، یســاعد الأشــخاص الراغبین في الهجرة في التنقل من بلد إلى آخر أو . ((( " البقاء فیه بشكل غیر قانوني مقابل مبالغ مالیة من خلال مكونات شــبكات التهریب، نلاحظ أنها تحمل بُعدًا إنســانیّا یشیر إلى بضاعة " العتبارات الأخلاقیة والسیاسیة، فهي تقوم من خلال نشاطها بنقل أو تسلیم . " ذكیة تهریــب المهاجرین في البحر الأبیض المتوســط متعدد الأشــكال. بالفعل، إن الواقع الإجرامي الذي ینتمي إلیه متعدد الأوجه یمتد في مجال بحري صغیر نســبیّا، بالمقارنة مع البحار الأخرى، لكن مع ذلك یمثل ثلث أعمال التهریب العالمیة. إن جماعات التهریب في البحر الأبیض المتوســط تأخذ مظهرًا مختلفًا، اعتمادًا على ما إذا كانت تقع في المتوسط الغربي أم في المتوسط الشرقي: من جهة الشبكات . " الشرقیة " ، ومن جهة أخرى " الإفریقیة " بالنسبة للأولى، نادرًا ما تكون مكونة من جماعات مهربین منظمة بطریقة مهیكلة وموسعة، في حین أن الثانیة كیانات إجرامیة منظمة بشكل جید نسبیّا. مما ل شك فیه . ((( أن هناك في الحالتین عددًا كبیرًا جدّا من فرص المتاجرة والتهریب وحتى إذا كانت الشــبكات مهیكلة، فإنه عادة ما یكون هیكلها خفیفًا وعشــوائیّا، لأنــه یســتند إلى حدّ كبیر على الفــرص المتغیرة التي ترتبط بالمبــادرات الفردیة أو الجماعیة والمتعلقة بالأوضاع القتصادیة (المجاعة والحرب والكوارث الطبیعیة والتوتر في تونس ولیبیا مثالً على ذلك؛ إذ أنتجت 2011 بین الجماعات). كانت أحداث عام تدفقات من المهاجرین غیر الشرعیین واسعة النطاق 2011 خلال النصف الأول من عام ومفاجئة عبر البحر الأبیض المتوســط. ومن أجل ذلك، اضطر المهاجرون لمناشــدة جماعات التهریب الذین لديهم الحد الأدنى من الخدمات اللوجیستیة. نتیجة للسیاســات الأوروبیة المتشــددة تجاه الهجرة؛ نشــطت شبكات التجار بالبشــر، وذلك باســتغلال لهفة المهاجرین للوصول إلــى أرض الأحلام، لكن یجد المهاجرون أنفســهم قد تحولوا إلى عبید، مجبرین على ممارســة أعمال السخرة، أو (1) Emilie DERENNE, Le trafic illicite de migrants en mer méditerranée: Une menace criminelle sous contrôle?, (Paris, Collection études de l’INHESJ, 2014), 17. (2) Nations Unies: Office contre la drogue et le crime, “ Crime organisé et migration clandestine de l’Afrique vers l’Europe ”, (Juillet 2006), 16, https://bit.ly/3aVTdRj

111

Made with FlippingBook Online newsletter