التهديدات الأمنية في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي

یرى هذا التیار أن المهاجرین یشكّلون تهدیدًا ثقافیّا وأمنیّا الاتجاه المعارض: - أ لأوروبا: البُعد الثقافي: یؤكد التیار الیمیني في أوروبا أن المهاجرین الأفارقة، المغاربة - خاصة، والمسلمین عمومًا، يهددون وحدة الثقافة والهویة الأوروبیة، خاصة بعد تأكد اســتحالة اندماجهم في الثقافة الأوروبیة، فالحــل هو إعادة المهاجرین إلى أوطانهم، هــذا التیار یركز على العامــل الثقافي لتغطیة توجهه العنصــري المعادي للمهاجرین والأجانــب. وضمن هذا التصور الجدید للأخطــار التي تهدد المنظومة الغربیة والتي تحولت عن الشــرق نحو جنوب المتوســط، یأتي المهاجرون في الواجهة لأنهم نقطة التّماس بین منظومتین ثقافیتین مختلفتین. وهذا البعد ل یمكن فصله عــن التصور العام لمصادر تهدید البعــد الأمنــي: - الأمــن في الغــرب، والرامي إلى جعل مصدر الأخطار آت من الجنوب، وخاصة من العالــم الإســ مي؛ حیث بلغ الأمــر إلى حد تجریم الهجرة، فمنذ بدایة التســعینات أصبحت الهجرة في أوروبا جریمة مثل جرائم تهریب المخدرات والإرهاب الدولي. والمهاجرون الســریون هم أكثر عرضة لهذا العداء، لذا نلاحظ ارتفاع حركات اعتقال المهاجرین، خاصة السریین منهم، في الدول الأوروبیة كإیطالیا وإسبانیا والیونان التي تعد مناطق حدودیة بالنسبة للفضاء الأوروبي. یؤید هذا التیار وجــود المهاجرین في أوروبا، بالنظر إلى الاتجــاه المؤید: - ب الحاجــة الدیمغرافیة والأهمیة القتصادیة التي یمثلونها، ویرى هذا التیار أن العنصریة ضد المهاجرین من شأنها أن تؤدي إلى ردود أفعال متطرفة من قبل المهاجرین الذین یعانون التمییز والعنصریة ل لسبب إل لأسباب ثقافیة غیر واقعیة. : ((( عمومًا، هناك وجهتا نظر لدى دول أوروبا الجنوبیة الغربیة تجاه الهجرة تركز على تشجیع تنقل المهاجرین من مستعمراتها القدیمة وضرورة تكثیف فرنسا: - 1 التعاون في مجال الهجرة مع الدول الأصلیة. ترى أن الهجرة وسیلة لمواجهة العجز الدیمغرافي في إیطالیا وإســبانیا والبرتغال: - 2 أوروبــا وتركــز على ضرورة التعاون الأوروبي لوقف الهجرة غیر الشــرعیة، وانتهاج سیاسة انتقائیة. (1) Guillaume Le Boedec, “Le détroit de Gibraltar”, EchoGéo, N°2, (2007), https://bit. ly/2yQ62P3

114

Made with FlippingBook Online newsletter