التهديدات الأمنية في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي

أدت إلــى نزوح عدد هائل من الأشــخاص نحو الــدول الأوروبیة، هربًا من الظروف التي یعانون منها في بلدانهم، وسعيهم لتحقیق أمنهم؛ ما أدى إلى حدوث مفارقة في الأمن؛ حیثإنه في حین أن هؤلء الأفراد یســعون جاهدین في تحقیق أمنهم أصبحوا یشكلون تهدیدًا لأمن غیرهم. وعلى هذا الأساس، اختلفت التهدیدات التي مثلتها الهجرة غیر الشرعیة ول تزال تمثلها للقارة الأوروبیة، وذلك على أســاس ارتباطها بالعدید من المتغیرات والحقب الزمنیــة. ومنه فقد ربطنا الهجرة غیر الشــرعیة والتهدیــدات المنجرّة عنها بمرحلتین والأخرى بعدها. 2001 تاریخیتین: الأولى قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول أولً: تهدیدات الهجرة غیر الشرعیة قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول على الأمن الأوروبي 2001 لقد حظیت الهجرة غیر الشرعیة باهتمام واسع، وذلك راجع للتحولت المستمرة التــي تحــدث في البیئة الدولیة، وقد أجمعت غالبیة الدول في التحاد الأوروبي على رفض الهجرة غیر الشــرعیة، ســواء القادمة من جزئها الشــرقي أو تلك التي تأتي من الضفة الجنوبیة للمتوســط، رغم اســتثناء بعض الحالت التي تســمح فیها نفس هذه الدول بمرور انتقائي للكفاءات والأدمغة المتمیزة. ونظرًا لتفاقم الهجرة غیر الشــرعیة أصبحت بذلك ظاهرة تثیر قلق دول التحاد الأوروبي، وذلك راجع لعدید المشــاكل : ((( التي ظهرت في دول الستقبال والمتمثلة في حیث إن التدفق المستمر للمهاجرین غیر الشرعیین الإخلال بالبناء الدیمغرافي: إلى أوروبا سیؤدي في نهایة المطاف إلى تهدید كیان السكان الأوروبیین الأصلیین. نظرًا لكون المهاجرین غیر الشرعیین ل یحملون هویات الإخلال بالحالة الأمنیة: إثبــات الشــخصیة، فهذا یعني أنه في حالة ارتكابهــم للجرائم ل یمكن التعرف على المرتكب الحقیقي لهذه الجرائم وبالتالي تفشــي المشــاكل والإجرام في المجتمعات الأوروبیة. ، مجلة السیاسة " المهاجرون في أوروبا بین مكافحة الإرهاب ومشكلة الندماج " ناصر حامد، ((( ، يناير/ 42 ، المجلد 63 الدولیة، (مؤسسة الأهرام للدراسات السياسية والستراتيجية، مصر، العدد . 65 – 63 )،صص 2006 كانون الثاني

116

Made with FlippingBook Online newsletter