التهديدات الأمنية في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي

ویكون الختیار بالنسبة لهذا التجاه في صالح الدفاع. ویرى هذا التجاه أن الستقلال والسیادة الوطنیة أكثر أهمیة من الأمن الوطني، لذلك فإن البعد العسكري، یجب أن تحسب قدراته، على أساس التفوق على الخصم (الحقیقي أو المحتمل). ویستخدم بعض المؤیدین لهذا التجاه، عند قیاسهم لقدرات الدولـة الشامـلة (القوى الشاملة للدولة)، متغیرات معنویة، یصعب قیاسها، مثل الإرادة . ((( الوطنیة، والروح الوطنیة كأسس للأمن الوطني وحسب هذا المنظور، یجب أن تسعي الدول الأكثر قوة في النظام الدولي لزیادة قدراتها العســكریة وقوتها في شــتى المجالت، لأن العنصر العســكري یرى أمنه في استمرار وجود عناصر تهدید للأمن. هذا التنافس الشدید، بین الدول الأقوى في النظام الدولي، یوجه الجزء الأكبر من الموارد لمواجهة هذا التنافس وتداعیاته على حساب مطالب التنمیة في القطاعات الأخرى غیر العسكریة، وهذا ما یُدخل الدول المتنافسـة في دائرة مفرغة للحصول على مزید من التســلح ونظم الدفاع؛ حیث یســود مناخ من التشكیك وعدم الثقة في العلاقات الدولیة. ومن أكثر النتقادات الموجّهة لهذا التجاه، نظرته للنظام الدولي من خلال تدرج هرمي تكون الغایة منه الحفاظ علیه، بتأكید تبعیة الأصغر للأكبر، والأضعف للأقوى، وهو ما یعكس نتائج دراسة الصراعات في العالم النامي، والمرتبطة أساسا بهیكل النظام الدولي، وكذا هیاكل النظم الداخلیة لها. التجاه الثاني: الأمن الوطني ذو البعد القتصادي الستراتیجي ، أهمیة تأمین 1973 أوضحت تداعیات أزمة النفط في حرب أكتوبر/تشرين الأول الموارد الحیویة والســتراتیجیة، والحفاظ على معدلت تدفقها إلى شــرایین القتصاد العالمي، الذي یخص الـــدول الصناعیة بالدرجة الأولى. وقد أدى ذلك إلى تصاعد أهمیة الموارد الستراتیجیة في درجات الأمن الوطني، وأصبحت إحدى ركائز الأمن الوطني للمجتمع الأوروبي والأميركي. الأمــن القتصادي بأنه Joseph Samuel Nye وعــرّف جوزیف صامویــل ناي . كما وضع مانكیر هولسن ((( " غیاب التهدید بالحرمان الشدید من الرفاهیة القتصادیة " (1) David, La guerre et la paix, 44. (2) Joseph S. Nye, “Cyber guerre et paix”, Project Syndicate, “accessed September 02, 2018”, https://bit.ly/2x3KvBD

13

Made with FlippingBook Online newsletter