. ((( فالقطاعات الأخرى تسهم في إثراء التحلیل من زوایا أخرى إذا حاولنا من خلال دراستنا أن نستخدم مقاربة ل تعتمد على القطاعات، یكون العمل ناقصًا لأنها تجعل من المجرد ملموسًا ومن الجزء ك ّ. كما تشكّل القطاعات شــبكة واضحة للمســرح الدولي، وعلــى هذا النحو ل یمكن فصــل قطاع عن بقیة " مختصرات " القطاعات. یجب أن نتذكر أن القطاعات ومستویات التحلیل ما هي إل تحلیلیة. هنــاك أبعاد ل تقل أهمیة عن ســابقتها، وهي موجودة دائما ومؤثرة، مثل البعد العســكري، لكن الأمر یتعقد عندما نتكلم عــن التغیر الذي طرأ على التهدیدات غیر العســكریة والتي تمثّل خطرًا مهمّا على ســلطة الدولة وســیادتها، ومن بینها: انقسام المجتمــع، والعنف المجتمعي، وتدفقات المهاجرین، وتجارة المخدرات، والإرهاب، ونشر المعلومات المضلّلة. یمكــن أن ندمج هذه التهدیدات غیر العســكریة في القطاعــات الأمنیة التالیة: القطاع السیاسي (ظاهرة الإرهاب)، والقطاع القتصادي (الجریمة المنظمة)، والقطاع الجتماعي (الهجرة غیر الشرعیة)، هذا ما نحاول توظیفه ودراسته في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط من خلال الفصل الثاني من هذا الكتاب.
(1) Jef HUYSMANS, “ Dire et écrire la sécurité : le dilemme normatif des études de sécurité ”, Culture & Conflits, n°31-32 (1998) : 177.
20
Made with FlippingBook Online newsletter