التهديدات الأمنية في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي

من خلال الجدول، یتضح لنا اســتمرار عدم المساواة بین ضفتي البحر الأبیض ) یوضح الفارق الكبیر PPA المتوسط الغربي، ونستنتج أن مؤشر تكافؤ القوى الشرائیة ( بین دول المنطقة ویرسم لنا خطّا كبیرًا لعدم التوازن بین الضفتین، الشمالیة والجنوبیة، فالضفة الشمالیة المكونة من دول التحاد الأوروبي ذات الدخل المرتفع والمتجانس تقریبًا، وفي المقابل ضفة جنوبیة ذات دخل ضعیف ومتباین من دولة إلى أخرى. )، نجد أنه یرتفع بأربع مرات PPA عندما نتمعن في مؤشر تكافؤ القوى الشرائیة ( من 10 / 9 فــي الضفة الشــمالیة عن الضفــة الجنوبیة وهذا ما یجعلها تســتولي على الغنى في الحوض الغربي للمتوســط. لكن تعكس لنا السنوات الماضیة استمرار عدم المساواة والختلاف في مستوى المداخیل بین دول البحر الأبیض المتوسط وضفافه، % من الثروة المنتجة 26 ، حيث أسهمت دول الضفة الجنوبیة بـ 2008 و 1995 بین سنة في حوض البحر الأبیض المتوســط، وذلك بفضل اســتفادة بعض الدول من ارتفاع أســعار المواد الأولیة. في نفس الفترة، اســتطاعت الدول الأوروبیة (الضفة الشمالیة) أن تقارب مســتواها القتصادي بفضل تدابیر التحــاد الأوروبي (البرامج مثل: إعادة الهيكلة، صنادیق ما قبل النضمام، السیاسة الزراعیة المشتركة...) إلى درجة أن الناتج . ((( المحلي الإجمالي في قبرص أو مالطا أصبح یتجاوز الناتج المحلي البرتغالي ونلاحــظ عكــس هذا المشــهد في الضفــة الجنوبیة؛ إذ إنه إلــى غایة منتصف ، كان هناك تقارب نسبي للمداخیل بین الدول المكونة لها، 20 الثمانینات من القرن الـ : ((( بفعل 2000 لكن بعد ذلك، ظهر تباین في المداخیل وتزایدت ابتداء من سنة ● ارتفاع أسعار النفط بالنسبة لمجموعة من الدول (الجزائر، لیبیا). ● ارتفاع فاتورة النفط في بعض الدول (المغرب). ● صعوبة تصدیر الصناعات النسیجیة (تونس، المغرب). هذا ما یجعل الفجوة القتصادیة تكبر بین الدول العربیة المتوسطیة وزاد مستواها ، ارتفع 2008 و 2002 بعــد صدمة النفط الأولى وبالتالي أصبحت الفجوة بنیویة، فبین (1) Abderrahmane Mebtoul, Le Maghreb dans son environnement régional et international (Bruxelles : Note de l’ifri, 2011) 10, https://bit.ly/3dWuZbu

(2) Jean François Troin, Le Grand Maghreb (Paris, Armand Colin, 2010), 158.

34

Made with FlippingBook Online newsletter