التهدیداتوالرهانات الأمنیة في المتوسط أفــرزت التحــولت البنیویــة الكبرى في السیاســة العالمیة نمطًــا جدیدًا من التصــورات والإدراكات حول الأمن والتهدید، من حیث المفهوم والمصدر والطبیعة، فعلى عكس التهدید الشیوعي الذي كان عسكریّا بالدرجة الأولى، صار التهدید الجدید شامً ومركبًا. تغیر مضمون الأمن من الطابع العســكري التقلیدي إلى الطابع الشــامل متعدد المضامین، والذي یشمل قطاعات: اقتصادیة وسیاسیة واجتماعیة. ویعكس هذا التغیر تحول طبیعة التهدیدات والمخاطر ضد أمن الدول، والتي ظهرت هي الأخرى بشكل جدیــد عابر للحدود والقــارات، كالإرهاب والهجرة غیر الشــرعیة، وجرائم مختلفة كتجارة المخدرات، والبشر والأسلحة غیر المشروعة. لقد تجلّت إشــكالیة الأمن في منطقة المتوســط كحقیقة فرضت نفسها في هذه ســبتمبر/أيلول 11 المرحلــة، مع تنامي ظاهرة الإرهاب الدولي، خاصة بعد أحداث ، واحتدام التنافس الأوروبي-الأميركي على المنطقة المتوسطیة وموجة الثورات 2001 . كل هذه المعطیات 2010 الشعبیة التي اجتاحت بعض دول العالم العربي منذ نهایة عام في ظل بیئة دولیة متغیرة، جعلت البعد الأمني یحتل الصدارة. أولً: الإرهاب وانعكاساته على الأمن في المنطقة الإرهاب ظاهرة اجتماعیة تمتد جذورها إلى تاریخ بعید، أصبحت الیوم من أخطر التهدیدات الأمنیة التي یعرفها العالم بصفة عامة وحوض البحر الأبیض المتوسط بصفة خاصة. ساعد على انتشار ظاهرة الإرهاب التطور الذي عرفته وسائل الإعلام والتصال، كما ازدادت عنفًا من خلال الوسائل التي یستخدمها. الإرهاب العالمي تهدید مشــترك لجمیع دول حوض البحر الأبیض المتوســط،
53
Made with FlippingBook Online newsletter