التهديدات الأمنية في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي

تؤوي السكان الذین انتقلوا من الریف إلى المدینة من أجل معیشة أفضل، والتي تمثل الأرضیة الخصبة التي تسمح للجماعات الدينية المسلحة بالحصول على عناصر جدیدة تنخرط في صفوفهم أو تؤیدهم. بالتالي، نلاحظ مرة أخرى أن انعكاسات الإرهاب في المنطقة مختلفة بین دول الضفة الشمالیة المكونة من أنظمة دیمقراطیة تتصف بحكم راشــد، وبالتالي تخلو فیها تقریبًا دوافع قیام منظمات إرهابیة، ودول الضفة الجنوبیة التــي ل تعــرف حُكمًا فعالً وجیــدًا، وهنا أیضًا يوجد تفاوتــات بین الدول المكونة للمغرب العربي، خاصة في مجال احترام القانون وحقوق الإنســان، وهنا نذكر مثال المغرب الذي أصدر قوانین لمكافحة الإرهاب مكونة من نصوص متشددة في تعریفها لمفهوم الإرهاب وإجراءات مكافحته بما یتناقض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان . ((( والمواثیق الدولیة ذات الصلة أمــا الجزائر، فتبنت سیاســة المصالحــة الوطنیة لتوحید المجتمــع، ومكافحة الإرهاب، وإرساء السلم في الدولة، وتعتبر بعض العملیات التي قام بها تنظیم القاعدة أبریل/نيسان 11 ببلاد المغرب الإسلامي مثل العتداء على مكتب رئیس الحكومة، في ، محاولة لضرب الســتقرار النســبي للجزائر والتشویش على سیاسة المصالحة 2007 الوطنیة. كما أن للإرهاب انعكاسات اقتصادیة تؤثر على أمن دول البحر الأبیض المتوسط، وقد تؤدي النفقات الأمنیة الكبیرة في الدول التي تكافح الإرهاب إلى حرمان القتصاد من مبالغ مهمة تكون موجهة للتنمیة القتصادیة. ومن جهة أخرى، تؤدي العتداءات الإرهابیة التي عادة ما تكون موجهة ضد المنشــآت القتصادیة إلى خســارة كبیرة من الناحیة القتصادیة، وهنا أیضًا تختلف درجة النعكاسات القتصادیة تبعًا لمتداد وتأثیر الإرهاب في الدول. في الختام، يمكن القول: إن الإرهاب يمثل تهدیدًا رئیسًــا في حوض المتوســط الغربــي (بالرغــم من وجوده في ضفته الجنوبیة)، وتأثیره یختلف من ضفة إلى أخرى حيث یعتبر مشــكلة أمنية داخلية في دول الضفة الشــمالیة ومصدرًا لعدم الســتقرار بالنســبة لأنظمة دول الضفة الجنوبیة، كما أن مظاهر العنف مختلفة ولیســت موحدة ، 811 ، الحوار المتمدن، (العدد " مكافحة الإرهابوآثاره السلبیة على حقوق الإنسان " آمال الحسین، ((( https://bit.ly/3e42cl9 ،) 2004 أبريل/نيسان 21

71

Made with FlippingBook Online newsletter