AJ 25th Book

العمليات التقنية: نبض القنوات

أما التحديات الشخصيـة في مجال عملي فتتجلى دائما في تغطياتنا الميدانيـة. فحين تم تكليفي بمهمـة رسميـة لتغطيـة قناة الجزيرة لأحد مواسم الحج، كان من الواجب علي أن أتعلم منظومـة مونتاج جديدة استوردناها بشكل عاجل. أذكر حينها أني شاركت في دورة تدريبيـة مكثفـة قبل السفر بليلـة واحدة، الأمر الذي أدى إلى مواجهة تحد كبير جداً فمثل هذه التغطية تعتبر من أشق المهمات على الصحفي حيث التغطية في بيئـة مكتظة بالناس. أشعر بالفخر والاعتزاز لأني ابن هذه المؤسسـة العريقـة، وساهمت في إيصال الصوت العربي الحـر، ونقل الحقيقـة كما هي دون خوف، فنحن نقف مع الإنسان أينما كان وفي أي وقت. 25 ها نحن الآن على أبواب احتفالنا باليوبيل الفضي، بمناسبـة مرور عاًماً على انطلاقـة الجزيرة، نمضي على نفس النهج والرؤى، ونجدد شاشتنا باستوديوهاتنا الجديدة وبأجهزتنا الاحترافيـة الأحدث في العالم، مستندين إلى طاقم فني تشغيلي محترف قادر على تعزيز حضورنا على جميع المنصات.

ما يميز شبكـة الجزيرة الإعلامية عن باقي المؤسسات أنها دائما متجددة، تواكب رغبات جمهورها ومتطلبات المرحلـة، وتجدد شكلها الفني وتطور من بنيتها التحتيـة الهندسيـة وتطبق أعلى معايير وإجراءات العمل العالميـة. تستثمر في مكاتبها الإقليميـة، لتقوي شبكتها ومنظومتها العالمـية لتتمكن الطواقم التشغيليـة من تنفيذ المتطلبات التحريريـة بشكل نموذجي وسلس. من المحطات الخاصـة التي لا أنساها شخصياً حين قامت شبكة الجزيرة بإيفادي ضمن الطاقم التشغيلي المكلف بتجهيزه لبث نشرة مغاربيـة يومـية على الهواء. أحسست حينها باعتزاز الجمهور المغاربي بقناة الجزيرة. كنت أرى الترحيب في عيون الناس حال ذكر اسم الجزيرة في المطاعم والمقاهي، وألمس منهم الترحيب الشخصي لأني ابن هذه المؤسسـة. من أهم التحديات التي صادفتني كمدير لقطاع العمليات كان عندما أصيبت استوديوهات شبكة الجزيرة بعطل مؤقت نظرا لتأثر الغرف المركزيـة بالمياه نتيـجة هطل أمطار غير مسبوقة على الدوحة، الأمر الذي أدى إلى اتخاذي قرارات عاجلة والإشراف على الانتقال إلى خطـة للطوارئ. ولسنا ببعيدين عن التحدي الآخر الذي تمثل في تأثر قطاع العمل بجائحـة كورونا، الأمر الذي دفعني إلى اتخاذ قرارات استراتيجيـة تضمن استمراريـة العمل لقنوات الشبكـة في الدوحــة عبر تجهيز معهد الجزيرة للإعلام ليكون جاهزاً لبث القنوات، وتم فيه بناء استويدوهات كامـلة تحسباً لأي طارئ في غرف الأخبار.

353

352

Made with FlippingBook Online newsletter