أدب الرسائل في الإمارات قديماًً..
المراسلات الشعرية في الأدب الإماراتي معان إنسانية وقيم مجتمعية
عــادل نيــل يمثــل فــن المــراسلات الشــعرية أحــد الأشكال الإبداعيــة التي عرفهــا الأدب العربــي، والــذي يتحــاور فيــه شــاعران بحــوار وجدانــي تعلــو فيــه مشــاعر المحبــة الصادقــة، وكأنمــا يتبــارى اثنان في التعبيرعن تلك المشـاعر، فتسجل سـطورالقصيدة معانــي رفيعــة مــن القيــم المجتمعيــة التي تتــجلى في التماســك والتــآخي، ومــن ثــم فهي تختلــف عــن النقائــض الشــعرية التي صي هجائــي، يقــوم � تكــون بين خصــمين بخطــاب ســاخر انتقــا على السجــال ونقــض وتفنيــد كل شــاعر معانــي خصمــه، كمــا أنهـا تختلـف عـن المعارضـات الشـعرية التي تقـوم على محـاكاة شــاعر لقصيــدة شــاعر آخــر لأغــراض جماليــة، وإن اجتمعــت هــذه الأشكال الشــعرية الثلاثــة على الالتزام بوحــدة البحــر والقافيــة والــروي في القصيــدة التي تأتــي ردا على أخــرى في مراــسلة أو نقيــضة أو معارــضة
طبيعــة المجتمــع، ومــن نمــاذج هــذا الفــن نقــرأ إحــدى قصائــد الدكتــور مانــع ســعيد العتيبــة، يــرد فيهــا على الشــاعر خليــل : ) 1 ( ِِعيلبونــي في التهنئــة بالعــام الجديــد الشعــــــــــــــــر أحلــــــــــــــــــــى مــــــــــــــــــــــــا لــــــــدى الأعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراب ْْمــــــــــــــــــــــــــــــــا غــــــــــــــــــــــــيرُُه يقــــــــــــــــوى علــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى إطرابــــــــــــــــي ِِلا فـــــــــــــــــــرق إن أنصــــــــــــــــــــــــت لــــــــــــــــــــــــه أو إن يََجــــــــــــــــــــــــئ ٍٍمن شاعــــــــــــــــــــــــر يسم ُُــــــــــــــــــــــــــــــــو بح ُُلــــــــــــــــــــــــو خطــــــــــــــــــــــــاب ِِاليــــــــــــــــــــــــوم أنــــــــــــــــــــــــت أعدتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــني لبدايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة كنّّــــــــــــــــــــــــــــــــا مــــــــــــــــعا فيهــــــــــــــــــــــــا ربيــــــــــــــــــــــــــــــــع ش ََبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب تأتــي القصيــدة ردا على قصيــدة عيلبونــي التي تحتشــد بمحبــة ظاهــرة للرفيــق والصديــق، وتعــبيرات شــفافة عــن امتنانــه بعمــر ضى في تلك المحبة، واعتزازالوفي بأفعال صديقه � من الشباب م الفارس الشهم الكريم الذي طالما كان له سندا وعضداًً، معترفا له بتلك الشمائل والمناقب التي يعلوفيها صفاء المحب، ثم يعرّّج بعــد ذلــك إلى قيــم الوطنيــة في شخصيــة العتيبــة، منتــقلا مــن الخــاص إلى العــام، في إشــارة إلى التكامــل بين القيــم الشخصيــة التي لا تنفصـل في ثوابتهـا عـن القيـم الوطنيـة، وأن الثوابـت التي يعيــش بهــا الإنســان في مجتمعــه الكــبير/ وطنــه، هي امتــداد لما
: ) 2 ( ْْيعايـش بـه مجتمعـه الصـغير ِ تكلمــــــــــــــــــــــــت �ِّ يا ابــــــــــــــــــــــــن الإمــــــــــــــــــــــــارات الوفــــــــــــــــــــــــــــــــي
ْْأبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا أحمــــــــــــــــــــــــــــــــد مــــــــــــــــر أمــــــــــــــــــــــــس الهــــــــــــــــــــــــوى
علــــــــــــــــــــــــــــــــي وكــــــــــــــــــــــــــــــــان شديــــــــــــــــــــــــــــــــد الحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
ًًروحــــــــــــــــــــــــــــــــي فمــــــــــــــــــــن عمق الفــــــــــــــــؤاد خطابــــــــــــــــي
ْْأعرنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي يراعــــــــــــــــــــــــــــــــك يا صاحــــــــــــــــــــــــــــــــبي
ِِأعطيــــــــــــــــــــــــــــــــت للوطــــــــــــــــن الجميــــــــــــــــــــــــل محبــــــــــــــــــــــــة
ََــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي مــــــــــــــــــــــداد الدمــــــــــــــــــــــاء ْْلأغمس
ٌٌوعلــــــــــــــــــــــــى الرمــــــــــــــــــــــــال مــــــــــــــــررت مثل سحـــــــــــــــــــــاب
ْْوأرســــــــــــــــــــــم صــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــورة مََــــــــــــــــــــــن أقبلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
ِِفتفتّّحــــــــــــــــــــــــت فــــــــــــــــــــــــوق الرمــــــــــــــــــــــــال براعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم
علــــــــــــــــــــــى ظمــــــــــــــــــــــأ الأرض مثــــــــــــــــــــــل الشتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
ْْأبــــــــــــــــــــــا أحمــــــــــــــــــــــد هــــــــــــــــــــــل يجــــــــــــــــــــــوز الهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوى
ٌٌترنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو إليــــــــــــــــــــــــــــــــك بنظــــــــــــــــرة الإعجــــــــــــــــــــــــــــــــاب
وقـد عـرف الشـعر الإماراتـي فـن المـراسلات لـدى بعـض شـعرائه، والذي يأتي ترسـيخا للقيم والتقاليد المجتمعية التي تقوم عليها
وعمــــــــــــــــــــــــري خريــــــــــــــــــــــف حزيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن الغ ِِنــــــــــــــــــــــاء ويــرد العتيبــة على هــذه الشكايــة الوجدانيــة جريــا على الــوزن والقافيــة والــروي، بقصيــدة عنوانهــا «الهــوى ليــس فيــه انتهــاء»، : ) 4 ( ْْيقــول فيهــا ْْسلمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت خليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل مــــــــــــــــــــــن الاكــــــــــــــــــــــتواء ٌٌّفليــــــــــــــــــــــس لنــــــــــــــــــــــار الغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرام انطفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء ْْأتانــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي نــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداء جميــــــــــــــــــــــل شجــــــــــــــــــــــــــــــــــي فقمــــــــــــــــــــــت طروبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا لهــــــــــــــــــــــذا النــــــــــــــــــــــداء ْْتخب ّّرنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي بمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرور الهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوى عليــــــــــــــــــــــك مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرور عليــــــــــــــــــــــل الهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــواء
ِِلم تدخــــــــــــــــــــــــــــر جهــــــــــــــــــــــــدا لينهــــــــــــــــــــــــض موطــــــــــــــــــــــــن
وسطعــــــــــــــــــــــــــــــــت فــــــــــــــــــــــــــــــــي آفاقِِــــــــــــــــــــــــــــــــه كشهـــــــــــــــــــاب وتكــرر هــذا الفــن الشــعري لديهمــا في قصيــدة يــرد فيهــا العتيبــة على صديقــه حين يبثــه الأخير بوحــا بتجربــة يعيــش فيهــا تجربــة حــب، فأتــت القصيــدة بتســاؤلات الحائــر بين أحاسيــس تتبايــن بالانغمـاس في تجربـة عاطفيـة وبين الشـعور بخريـف العمـر وبين انجذابــه، فكتــب إلى صديقــه العتيبــة طالبــا رأيــه ومشــورته إزاء : ) 3 ( ْْتلــك التجربــة قــائلا ْْأناديــــــــــــــــك فاسمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ولــــــــــــــــــــــــب النــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداء فأنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت المــــــــــــــــــــــــلاذ وأنــــــــــــــــــــــــــــــــت الرجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
سلطان خليفة الحبتور
حمد خليفة بوشهاب
مانع سعيد العتيبة
محمد خليفة المهيري
25
24
2025 يوليو 309 / العدد
المراسلات الشعرية في الأدب الإماراتي معان إنسانية وقيم مجتمعية
Made with FlippingBook Annual report maker