عادل نيل ) واحــدا مــن الــرواد الذيــن أثــروا الســاحة الأدبيــة والثقافيــة الإماراتيــة، فقــد 2002 - 1932 يعــد حمــد بــن خليفــة أبــو شــهاب ( تفتـح وعيـه على إمـارات مـا قبـل الاتحـاد، ثـم عاصـر قيـام الاتحـاد وتحولاتـه، وكان وفي ـّّـا بإبداعـه لرصـد مراحـل النهضـة، فكتـب القصيـدة الفصيحـة والنبطيـة التي تـد ّّون مفاخـر هـذه التجربـة الفريـدة ومآثرهـا، كمـا أرّّخ لتراث الإمـارات الشـعري، وكان «مـن »، وهــو مــا ) 1( أبــرز المهتــمين بتوثيــق المشــهد الشــعري القديــم عبر تواصلــه مــع الجديــد على المســتويات الشــفهية والكتابيــة كافــة )، تراثنا من 1978 تكشف عنه العديد من مقالاته الأدبية، ومؤلفاته في التأريخ الأدبي، ومنها: ديوان سلطان بن علي العويس ( )، وهـو 1988 )، ديـوان ربيـع بـن ياقـوت ( 1984 )، شـاعرات مـن الإمـارات ( 1981 ، 1980 الشـعر الشـعبي، الـذي صـدر في جزأيـن ( عطـاء يلتقـي مـع مفهـوم الوطنيـة لديـه الـذي يتأصـل مـع اهتمامـه بـالتراث الثقـافي، إلى جانـب عطائـه الإبـداعي الـذي شكّّل جـزءا ّـ ـًّا ـمـن المــشهد الــشعري الإماراــتي وحرـكـة تــطوره مهم ومـع تعـدد اتجاهـات القصيـدة لـدى الشـاعرحمـد أبـو شـهاب، فقـد شك ّّلـت القصيـدة الوطنيـة حضـو ار لافتـا للانتبـاه في تجربتـه الشعرية، مستجيبا فيها للتعبيرعن ذاته العاشقة للوطن بصدق يعكس عمق التجربة التي يعايشها، وتزداد قيمة هذا الاتجاه في كونـه مـعب ار عـن اتجـاه جـمعي وليـس اتجاهـا فرديـا ًً؛ إذ إن الشـاعر لا يعب ّّــر في هـذا النـوع مـن القصائـد عـن ذاتـه فقـط، وإنمـا يعب ّّــر بلسـان المبدع عن كل من يشترك معه في هذه المعاني الوجدانية من بني وطنه. ملامح القصيدة الوطنية لدى حمد بن خليفة أبو شهاب وطن وشعر
ُُـــــــــــــــــوا في الأرض كانــــــــــــــــــــــــوا هم الأعلون ما بطش
وأول مـا تكشـف عنـه معانـي هـذه القصيـدة لـدى الشـاعر حمـد أبـو شـهاب هـو ارتبـاط الوطـن بمؤسسـه الشـيخ زايـد بـن سـلطان آل نهيــان - طيّّـــب الله ثــراه - والــذي يتجــاوز دوره في وجــدان الإماراتــيين مجــرد صــورة مؤســس الاتحــاد وباعــث نهضــة، إلى كونــه عنوانــا عريضــا للقيــم الوطنيــة النبيلــة والمفاهيــم القوميــة والحضاريــة التي يحملهــا التاريــخ عبر الأجيــال الممتــدة مــن أبنــاء شــعبه، ففــي قصيــدة بمناســبة عيــد اتحــاد الإمــارات، اســتدعى الشاعرأبوشهاب حاضرة الخلافة العربية في أوج مجدها، حين يختصــر هــذا العيــد آمــادا لحضــارة الدولــة العباســية في قوتهــا : ) 2 ( ا وفخارهــا قــائلًا ُُكــــــــــــــــــــــــــــــــأن عصـــــــــــــر بني العبــــــــــــــــــــــــاس عاود ََن ََــــــــــــــــــــــــــــــا ٍٍهــــــــــــــــــــــــذا الرشيــــــــــــــــــــــــــــــــــــد وتلك الدار بغــــــــــــــــــــــــــــــــــــداد ُُوالعُُــــــــــــــــــــــــــــــــــــرْْب في عــــــــــــــــــــــــزة قعســــــــــــاء ثابتــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ٍٍمثل الجبــــــــــــــــــــــــــــــــــــال لهــــــــــــــــــــــــــــــذي الأرض أوتــــــــــــــــــــــــاد ِ مفخـــــــــــــــــــــــــــــرة �ِّ ُُعصر به قََد س ََمََــــــــــــــــــــــــوا في كــــــــــــــــــــــــل كمــــــــــــا س ََمََــــــــــــــــــــــــا في الفضــــــــــــــــاء الرحــــــــــــــــــــــــب رواد
ظلمــــــــــــــــــا ولكنّّهُُــــــــــــــــــــــــم بالعــــــــــــــــــــــــدل قد ســــــــــــــــــــــــادُُوا
ُُــــــــــــــــــــــــم فــــــــــــي أوْْج عزتِِهــــــــــــــــــــــــــــــــــم ُُمضــــــــــــت قرون وه
ْْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراض ذُُوََّاد عــــــــــــن الح ِِمََــــــــــــــــــــــــى وعــــــــــــن الأع تنتقـل القصيـدة عبر أزمنـة بعيـدة تسـتدعي ذلـك المـعنى العروبـي في إطـار حضـارة تلـك الأمـة، إذ رأى الشـاعر في الاتحـاد اسـتعادة لهــذه القيــم، وإعلاء للركائــز التي قامــت عليهــا تلــك الحضــارة مــن المِِنْْعــة، والعــدل، ونصــرة المظلــوم، والــذود عــن الحمى بقــوة النفـوذ والحضـور، وبقـدر مـا صنـع هـذا الاسـتدعاء التـاريخي مـن مفارقة بين واقع الحقبتين فإنه يبرزمعه القيمة الحضارية التي وظف الشاعرفيها الشيخ زايد لصياغة أمل في تلك الوحدة التي تستعيد المجد، وتبني الإنسان الذي تقوم عليه تلك الحضارة، وليس على المعاني المادية التي يفتقد فيها إلى تلك القيم، فيقول : ) 3 ( الشـاعر في القصيـدة ذاتهـا ُُوالمـــــال ما المــــــــــــــــــــــــال إن ضاعــــــــــــت مواطن ُُنــــــــــــــــــــــــا وشتّّتنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا عن الأوطــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان أوغــــــــــــــــــــــــاد
55
54
2025 يوليو 309 / العدد
ملامح القصيدة الوطنية لدى حمد بن خليفة أبو شهاب
Made with FlippingBook Annual report maker