torath 309 - july 2025

وطن وشعر

ُُابن الرجال بمـــــــــــــــــــــــــــا أوتيــــــــــــــــــــــــــــــــــــت من مــــــــــــــــــــــــدد

وتســيطر على الشــاعر في القصيــدة فكــرة الوحــدة، باعتبارهــا واحدة من القيم الأساسية التي تشكل معنى الوطن لديه، وحين يســتدعي شخصياتــه التاريخيــة (مــعين، حــمير، ســيف بــن ذي يـزن، بلقيـس) التي تعكـس ثقافتـه التاريخيـة التي كونهـا انشـغاله العميــق بــالتراث والتأريــخ لــه، يربــط بين هــذا المــعنى الــذي يتردد في تجربتــه وبين البواعــث التي تستــثير شــاعريته للتــغني بالوطــن ومؤسسه؛ لذلك في القصيدة ذاته يربط بين الشخصية وفكرة : ) 5 ( الوحــدة التي أقامهــا ِهــــــــــــــــــــــــــــــــــــا �ِّ ُُحققــــــــــــــــــــــــــــــــــــت مــــــــــــأرب مــــــــــــــــــــــــأرب في سد وأعــــــــــــدت ماضيهــــــــــــــــــــــــــــــــــــا فطــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب المربــــــــــــــــــــــــع ُُلله درُُّك أي وصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف ينتقيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه لك الأديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب وأي شعــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ي ُُب ْْــــــــــــــــــــــــــــــــــــدع ُُولك اليــــــــــــــــــــــــــــــــــــد البيضــــــــــــــــــــــــاء في تاريخ ِِنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ٍٍأنقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى من المــــــــــــــــــــــــــــــــاء الزلال وأنصــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ُُوحد ََّتََنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا فـــــــــــــــــــــــــــــي دولــــــــــــــــــــــــــــــــــــة عربيــــــــــــــــــــــــــــــــــــة وبأمنِِهــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ورخائِِهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا نتمتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ُُومضيــــــــــــــــــــــت تََبـــــــــــــنِِي في الحيــــــــــــــــــــــــاة طريقََهــــــــــــــــــــــــــــــا ْْــــــــــــــــــــــــــــــد يُُشــــــــــــــــــــــــاد ويــــــــــــــــــــــــــــــــــــزرع وطريقُُهــــــــــــــــــــــــــــــــــــا مج يربـط الشـاعر بين مـا شـيده في اليمـن وأعـاد بـه تاريخـا مـن مجـد أمتــه، وبين مــا شــيده مــن بنــاء وطــن وإرســاء مقومــات مجــده ّّــد ونهضتــه، ويأتــي هــذا البنــاء امتــدادا لمجــد أمتــه، حين وح

المشـيخات والإمـارات المتصالحـة في كيـان وحـدوي، تلـك صي والدانــي، «ولذلــك فهي � التجربــة التي شــهد لهــا القــا سي في تجربــة شــاعرنا حمــد أبــو � تمثــل العصــب الأســا شـهاب الشـعرية، حتى يكاد يذكرهـا في كل قصيـدة لـه، وهــو بذلــك محــق ٌٌّ؛ لأنهــا محــل إعجــاب البعيــد، فكيــف بالقريــب الأقــرب الــذي يعــرف مــعنى الحيــاة بوجهيهــا . » ) 6 ( القديــم والجديــد بــل إن التاريــخ في هــذه المعانــي يعمــق قيمــة المضمــون، لينطلـق بـه إلى التعـبير عـن قيـم إنسـانية، وليـس التعـبير عــن قيــم وطنيــة أو قوميــة فقــط ، فيتجــاوز ذاتــه وذات الممدوح، لينظرإلى مديحه من منظورإنساني حضاري، ضي والحاضــر، «فالشــاعر يــعْْبُُر جســر � جامعــا بين الما التاريــخ عبــوار واعيــاًً، متلمســا مكان خطــوه بصــدق إحساســه وانصهــاره مــع اللحظــة المعاشــة، ومــع تفاعــل هذا وذاك يأتي الشعر عنده في قوالب تعبيرية إنسانية ، ) 7 ( أقــرب إلى العموميــة والثوابــت الإنســانية الشــاملة» وكأنــه يقــول إن هــذا التــغني بالوطــن ومؤسســه، إنمــا هــو لأفعــال يســتحقها كل مــن يســتطيع أن يضيــف بصـدق عطائـه في كل زمـان ومكان إلى القيـم الحضاريـة والشـمائل الإنسـانية، وتصبـح قيمـة الممـدوح مـن قيمـة : ) 8 ( ٌٌما قدم من شواهد حضارية لوطنه وأمته وإنسانيته ُُــــــــــــــــــــــــك واضــــــــــــــــــــــــــــــــح ُُيا زائد الخيــــــــــــــــــــــــــــــــــــرات نهج ٍٍصاف كنبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع النهــــــــــــــــــــــــــــــــــــر إذ يتدفــــــــــــــــــــــــــــــــــــق ُُتوّّجــــــــــــــــــــــــت آمـــــــــــــــــــــــال القلــــــــــــــــــــــــوب بوحـــــــــــــــــــــــــــــــــدة في ظلِِهــــــــــــــــــــــــا ع ََلََــــــــــــــــــــــــم الحضـــــــــــــــــــــارة يََخ ْْفِِـــــــــــــــــــــــــــــق ْْــــــــــــلِِي في المحافــــــــــــــــــــــــــــــل شأنََهـــــــــــــــــــــــــا ومضيــــــــــــت تُُع ُُ حتى استقر بهــــــــــــــــــــــــــــــــــــا المقــــــــــــــــــــــــــــــــــــام الأليـــــــــــــــــــــــــــــــق ويأتــي في إطــار هــذه المعانــي التي تســتدعي ترســيخ قــوة الوطــن وتحقيــق النهضــة الشــاملة في بلاده التي تعــزز بإرادتهــا مفهــوم القــوة والنفــوذ لمجتمعــه، قصيدتــه الوطنية في الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقت أن : ) 9 ( ًًكان ولي عهــد إمــارة دبــي ز ِِد ْْنا مــــــــــــن الف ِِع ْْــــــــــــــــــــــــل الجميــــــــــــــــــــــــل ت ََطل ُُّعــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ًًنحــــــــــــــــــــــــــــــــــــو الع ُُــــــــــــــــــــــــــــــــــــلا وتََقد ُُّمــــــــــــــــــــــــا وتطــــــــــــــــــــــــــــــــــــو ُُّرا يََزدد بــــــــــــــــــــــــك الوطــــــــــــــــــــــــن الكريــــــــــــــــــــــــم كرامــــــــــــــــــــــــة مُُثْْلي يََحــــــــــــق لنــــــــــــــــــــــــــــــــــــا بهــــــــــــــــــــــــــــــــــــا أن نفخــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا

إن الرجــــــــــــــــــــــــــــــــــــال غــــــــــــــــــــــــداة الروْْع آســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد فحضورالتاريخ في قصيدة الوطن لدى الشاعرحمد أبو شهاب تعميق للدلالة القومية القائمة على استدعاء أمجاد الأمة التي أثارتهــا أفعــال الشــيخ زايــد في نفــس الشــاعر، فكانــت نصوصــه تغنيا بالعروبة ومآثرحضارتها التي يستدعيها في الفخربمؤسس ضي � الوطــن، ومــا تقدمــه يــده مــن عطــاء؛ ليســتعيد أمجــاد الما بإنجــازات الراهــن، إعلاء للقيــم الرفيعــة، والمعانــي النبيلــة، وليرتبـط مـعنى التـغني بالوطـن بمعـان قوميـة وحضاريـة، وهـو مـا نقرؤه من معان في إحدى قصائده التي قالها مادحا الشيخ زايد : ) 4 ( - رحمـه الله تعـالى - حين أعـاد بنـاء سـد مـأرب باليمـن ِِــــــــــــيْْن وحمــــــــــــــــــــــــير بـــــــــــك والتقـــــــــــــــــــــــــــــى ُُوشــــــــــــــــــــــــدا مََع ٍٍسيــــــــــــــــــــــــف بــــــــــــــــــــــــــــــــــــن يــــــــــــــــــــــــــــــــــــزن الفـــــــــــــــــــــــــــتى الأروع ُُوترنمــــــــــــــــــــــــت ســــــــــــــــــــــــــــــــــــبأ بلحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن خــــــــــــــــــــــــــــــــــــالد ِكْْــــــــــــــــــــــــر الجميــــــــــــل الممتــــــــــــــــــــــــــــــــــــع �ِّ إكســــــــــــــــــــــــــــــــــــيرُُه الذ ُُوتطلعــــــــــــــــــــــــت بلقيــــــــــــــــــــــــــــــــــــس مــــــــــــــــــن عليائهــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ْْترنــــــــــــــــــــــــو إليــــــــــــــــــــــــــــــــــــك وكيــــــــــــــــــــــــــــــــــــف لا تتطلـــــــــــــــــــــــــــــــع وبك استعـــــــــــــــــــــاد حفيدُُهــــــــــــــــــا ما حطمــــــــــــــــــــــــــــــــــــت ًًكــــــــــــــــــــــــف الزمان وشـــــــــــــــــــــــــــــتت مــــــــــــــــــــــــا جم ّّع ُُــــــــــــــــــــــــوا ُُوتأملتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك ملامحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا وملاحمـــــــــــــــــــــــــــــــا فــــــــــــــــــــــــرأت صنيع ََــــــــــــــــــــــــــــــــــــك فــــــــــــوق ما تتوقـــــــــــــــــــــــــــــــع

57

56

2025 يوليو 309 / العدد

ٍٍ

ملامح القصيدة الوطنية لدى حمد بن خليفة أبو شهاب

Made with FlippingBook Annual report maker