. وهنا يُســتخدَم مفهوم " تنحصــر، في جوهرهــا، داخل منطقــة جغرافية معينة . قد يبدو اســتبعاد ((( مركَب األمن اإلقليمي لوصف التكوينات الناتجة من ذلك بُعد التكامل خيارًا براغماتيًا هدفه التقليص من التعقيد التحليلي، حيث يســمح بتجنّب كثرة المتغيرات؛ بل تعد هذه الكثرة أحد االنتقادات الرئيسة التي وجّهها بــوزان وويفر لمقاربة اآلثار الخارجية التي بناها اليك ومورغان. لكن مثل هذا الخيار ينطو على إشــكالية، ألن تطوُر مركَب األمن اإلقليمي نحو شــكل من أشكال الجماعة األمنية هو عملية تكاملية قبل أ شيء آخر. والواقع، فخالف التي جرى تطويرها أيضا من منظور – ) systèmes régionaux النظم اإلقليمية ( التي تركز على التكامل اإلقليمي في نهاية األمر، فإن مركَبات األمن – وظيفــي اإلقليمي تقتصر على البعد األمني في اإلقليمية حتى وإن كان تطورها قد يؤد إلى ظهور جماعة أمنية. في الحالة األولى، يكون السعي وراء التكامل السياسي واالقتصاد من دون أن تكون القضايا األمنية مهملة إهما ًلا تامًا. أما في الحالة الثانيــة، فالبعد االقتصاد مهمش لفائدة المتغير األمني (الحصر )، والجماعة األمنية هي أكثر أشكال المركَبات اكتما ًلا . مع أنها تعبر، ابتداءً، عن عملية تكاملية متقدمة جدًا. لعــدم أخذها األمن في " الكالســيكية " ينتقــد بوزان الدراســات اإلقليمية الحسبان. وفي نظره، يعد مفهوم توازن القوى الفكرة الوحيدة في العدة المفهومية الخاصة بالنظام بالمعنى الكالسيكي التي تملك إمكانية تحليل األمن أو تصلح لذلك، لكن فائدتها لم تبرز ألن إدراكها اعتمد على بعد وحيد للقوة؛ هو ذلك المتمحور حول ديناميات القوى الكبرى على حساب الديناميات المحلية. وهو ، لكنه ينتقد هذه " الكالســيكية " فــي هذه الفكرة يتفق مع الدراســات اإلقليمية ) système régional األخيرة أيضًا لتقديمها تعريفات واســعة للنظام اإلقليمي ( " المثاليين " ولإلقليــم. فالشــواغل عنــد مؤلفين مثل بروس روســيت، وعنــد والوظيفيين، كانت ترتكز، بحســب بوزان، على األســس اإلقليمية للتكامل. ثم يرى أن أكثر اإلنتاجات إثارة لالهتمام هو كتاب كانتور وشبيغل الذ يعرض دراسة مقارنة عن العالقات اإلقليمية الدولية، ويبرز أهمية القرب الجغرافي ودور
(1) Buzan, People, States and Fear, op.cit., p. 188, 190.
102
Made with FlippingBook Online newsletter