كتاب غرب المتوسط

في العالقات اإلقليمية؛ لكــن عملهما المقارن " المُتًغلغِلــة systèmes النظــم " والمكثــف جعل فهــم اإلقليم عامة أمرًا معقدًا. وفي نهاية المطاف، لم تســفر كل هذه اإلســهامات عن تعريف لإلقليم يحظى بالقبول على نطاق واسع، وقد والمقتبس منها – أظهرت مراجعة األدبيات التي أجراها تومبسون في الموضوع . ثم برزت أعمال حديثة لبعض ((( االفتقار إلى االتساق، مثلما يشير بوزان – آنفًا المؤلفيــن (مثل أيوب، وبــوزان وريزفي وزمالئهما، وليتــل، وفايرنن وويفر)، تمكنــت مــن التغلب على الكثير من هذه الصعوبــات بتعاملها مع األقاليم في نـ ّى هؤالء مقاربة موجهة نحو األمن، بدت أســهل � صلتهــا باألمــن. وهكذا، تب في التصد للموضوع مقارنة بالمنظور العالمي الذ تبنّاه كانتور وشــبيغل، . وخالصة األمر ((( وأعمق تجذرًا في الحقائق اإلقليمية مقاربة بمنظور التكامليين أن بوزان يســوق نقدَين للدراســات اإلقليمية: إهمالها البعد األمني، وقصورها النظر والمفهومي. لكنه ليس وحده من يوجّه مثل هذا النقد، على النحو الذ بيّناه في المقدمة. يكمــن االختالف الرئيس بيــن مركَب األمن اإلقليمــي والنظام اإلقليمي ) فــي مركزيــة متغير األمن في تعريــف األول وتحديده. système régional ( فبــخالف دراســات النظم اإلقليمية التي تنظر فــي مجموعة من العوامل، تركز مقاربــة المركَبــات على األمن، وهــي تفضل البعد الصراعــي على الرغم من اســتنادها إلى أنماط عالقات الصديق/العدو خاصة، وتأكيدها أشــكال التنافس والمصالح المشــتركة على حد الســواء. بينما تركز النظم الفرعية على التكامل اإلقليمي، وتشــمل مجموعة واسعة من العوامل. ومن ثمَ، يشكل األمن المتغير على ((( (الحصــر ) في مقاربة مركَبات األمن اإلقليمية، في حين يمثل التكامل ). وانطالقًا systèmes régionaux نحو عام المتغير المعتمد في النظم اإلقليمية ( (1) Ibid., p. 188-189. (2) Ibid., p. 189. يعرّف والتر ماتلي التكامل اإلقليمي من منظور ليبرالي بأنه «عملية تزود اإلقليم بقواعد مشــتركة ((( وتنظيمات وسياسات». Walter Mattli, The Logic of Regional Integration: Europe and Beyond (Cambridge: Cambridge University Press, 1999), p. 44.

103

Made with FlippingBook Online newsletter