كتاب غرب المتوسط

إطار اإلقليمية الجديدة، صار استخدام البنائية أكثر شيوعًا في اإلطارَين النظريين كليهما. وخالصة القول إن المقاربتين تمثالن إطارين تحليليين مختلفتين، لكنهما تملكان القالب (اإلقليمي) واألساس النظر المشترك إضافة إلى التداخل بينهما، وهو ما يفســر التكامل بينهما. فهما تملكان القالب اإلقليمي نفســه وتتشاركان المرجعيات النظرية إضافة إلى المســلمة التي ســكها رواد الدراسات اإلقليمية (وأعنــي بها خصوصية الديناميات اإلقليميــة). إذ تنطلق مقاربة مركَبات األمن اإلقليمية من المســلمة المركزية نفسها كما في مقاربة النظم اإلقليمية، وهي أن األقاليم تملك دينامياتها الخاصة التي تميزها من جوارها المباشر، ومن ديناميات النظام المركز المهيمن. لكنها تمنح األفضلية للبعد األمني (الحصر ). هذان اإلطاران النظريان، النظم اإلقليمية ومركبات األمن، صالحان للتطبيق في غرب المتوســط. إذ يميل األول إلى التركيز على التكامل اإلقليمي، ويدمج بعدًا وظيفيّا في مقاربته التي انفتحت اليوم على البنائية بفضل اإلقليمية الجديدة. ويحاول هذا اإلطار معرفة سبب غياب التكامل وكيفية بلوغه. ولذلك فهو يأخذ فــي الحســبان التكامل في جميع المجاالت. كما أنــه صالح للتطبيق في البعد اإلقليمي الفرعي (المغاربي) واإلقليمي (غرب المتوســط) على حد السواء. أما الثاني، فيركّز على األبعاد الصراعية استنادًا إلى تصور مدرسة كوبنهاغن، ويمكنه أن يشــمل، مع ذلك، مجمل التفاعالت من منظــور االعتماد المتبادل المتعلق في اإلقليمية. " اإليجابية " و " السلبية " باألمن/الالأمن، ما يجعله يشــمل الجوانب ويســمح بتحليل االنكشافات والتهديدات البينذاتية المحصورة في فضاء إقليمي محــدد، والتفاعالت التي يمكنها أن تجعل منهــا مركبًا أمنيًا. يتعلق األمر، إذًا، بأن ندرس دينامية سياسية على نحو مستقل من دون أن نعتمد مستوى التكامل مرجعًا للتحليل. ومنه يمكن لهاتَين المقاربتَين أن تتكامال بحيث توفران معًا فهمًا أفضل لألقاليم.

105

Made with FlippingBook Online newsletter