كتاب غرب المتوسط

ال " المقاربة المتوســطية " األوســط وبحر إيجة والبلقان). لذلك يبدو كما لو أن تملك تســويغًا يبرر اعتمادها. في واقع األمر، يمكن اتباع مقاربة شــاملة، بل إن ذلــك يعد ضروريًا ألن االعتماد المتبادل المتزايد بين البيئات األمنية المنفصلة منطقة رمادية من المشــكالت التي ال هي أوروبية حصرًا وال هي " عادة يخلق . بل وتندمج الديناميات المتعددة، على نحو ما، داخل ((( " شــرق أوسطية حصرًا مشــكلة متوســطية عامة بصرف النظر عن التفاعالت األمنية واالعتماد األمني المتبادل، وشمولية التهديدات (االنتشار، اإلرهاب، إلخ). وهو اندما يتيحه كون المتوسط إقليمًا صغيرًا نسبيًا، ما يجعل تأثيرات كل حاالت الالأمن/الالاستقرار ، يصير الجوار الجغرافي " األمن غالبًا ما يرتبط بالقرب " . وبما أن ((( تقريبا فورية. الكثير من التهديدات " محدِدًا حاسمًا. وفي هذا الصدد، يذكرنا بوزان وويفر بأن . ((( " تنتقل عبر مسافات قصيرة بسهولة أكبر مقارنة بالمسافات الطويلة لفهم النمط األمني في المتوسط على النحو األفضل، يمكننا االعتماد على تحليالت أيوب عن خصوصيات القضايا األمنية في بلدان الجنوب. يرفض أيوب تعميم التصور التقليد لمفهوم األمن الذ تحدده خبرة البلدان الغربية، ومسارها التهديدات التي تواجه " التاريخي، والبعد النســقي العالمي؛ وهو مفهوم يرى أن سـًا من خار حدودها [و] أن هذه التهديدات هي ذات � أمن دولة ما تنبع أسا طبيعة عســكرية في المقام األول، إن لم يكن حصرًا، وتتطلب، على نحو عام، . وانتقد أيوب حصر األمن في البعد الخارجي (التهديدات اآلتية من " ردًا عسكريًا حتى – مكان آخر) وإخضاعه للبعد النسقي العالمي على حساب األمن اإلقليمي وإن كان ســعي القوى الكبرى إلى األمن يشــكّل مصدر انعدام األمن في أقاليم ) للتشــديد على أهمية vulnérabilités الجنوب. ويفضل مفهوم االنكشــافات ( المصادر الداخلية لألمن/الالأمن في بلدان الجنوب. حيث ال تنبثق المشكالت األمنية في هذه البلدان من الخار ، بل من الداخل، ال ســيما من هشاشــة بناها . بخالف البلدان ((( الدولتيــة، والتي هي ذات طبيعة غير عســكرية في أساســها (1) Stephen Larrabee et al., NATO’s Mediterranean Initiative: Policy Issues and Dilemmas (Santa Monica: RAND, 1998), p. 2-3. (2) Benantar, « Quelle architecture de sécurité pour la Méditerranée ? », art.cit.,p. 135. (3) Buzan and Wæver, Regions and Powers, op.cit., p. 45-46. (4) Mohammed Ayoob, The Third World Security Predicament: State Making, Regional

118

Made with FlippingBook Online newsletter