منشــغلة بالتهديدات الداخلية " المتقدمــة إذًا، يحا أيــوب بأن بلدان الجنوب . والتهديدات الخارجية ممكنة؛ وإن ((( "ً ألمن بناها الدولتية والنظم نفســها ابتداء وجدت، فهي تصل عمومًا إلى ذروتها بسبب حاالت انعدام األمن والصراعات التــي تتطــور داخل هذه الدول، ثم تصير فيما بعد صراعات بين الدول بســبب ) خارجيًا فتصيب البلدان المجاورة التي spillover effect آثارهــا التي تنتشــر ( . ((( غالبًا ما تكون أصًلا فريسة ألوجه مماثلة نوعًا ما من انعدام األمن الداخلي يســمح تطبيــق التحليل، الذ عرضــه أيوب في حالة المتوســط، بفهم االختالف الكبير بين الديناميات األمنية بين الضفّتَين وقواها المحرِكة. ويضاف إلــى هــذا البعد غياب البناء اإلقليمي في الضفة الجنوبية، الذ ينتج بدوره من هذه اإلشكاالت األمنية الداخلية في الدول. وخالصة األمر أن الدول التي تواجه صعوبــات في ســيرورة بناء الدولة في الداخــل، ال يمكنها تحقيق بناء إقليمي، ناهيك عن بلوغ التكامل اإلقليمي. مــاذا عن التشــكيلة األمنية في المكــون الجنوبي في غرب المتوســط؟ لطالمــا كان المغرب العربي أكثر اســتقرارًا من المشــرق، لكــن األزمة الليبية التي زعزعت اســتقرار المغرب العربي والســاحل أحدثت تغيُرًا في الوضع، ما يطرح مشــكالت كبيرة بالنسبة ألمن الحدود، ال سيما في حالة تونس والجزائر والنيجر. لكننا نســتطيع القول، على الفور، إنه ال توجد تهديدات اســتراتيجية، وجوديــة، فــي المغرب العربي. أما عامال التوتر فهما العالقات اإلشــكالية بين ، والتقلّب الذ كان ((( الجزائــر والمغرب (الصحراء الغربية والتنافس اإلقليمي) سـ ِم السلوك الليبي، والذ اختفى بعد سقوط نظام القذافي فاتحًا الطريق أمام � ي انعدام شــديد لألمن نتيجة األزمة التي تعانيها البالد، يضاف إلى ذلك أن دول
Conflict and the International System (Boulder: Lynne Rienner Publishers), 1995, p. 8-12; Ayoob, « The Security Problematic of the Third World », art.cit., p. 257-263.
(1) Ibid., p. 263. (2) Ibid., p. 263.
بشأن هذا التنافس يراجَع: ((( Miguel Hernando de Larramendi, « Doomed Regionalism in a Redrawn Maghreb? The Changing Shape of the Rivalry between Algeria and Morocco in the Post-2011 Era », The Journal of North Africa Studies, 24 (3), 2019, p. 506-531.
119
Made with FlippingBook Online newsletter