تأثير أنشطة القاعدة أوًلا، ثم داعش والجماعات التابعة له مؤخرًا. يمكن توزيع هذه التهديدات على جانبَي المتوسط وفقًا لمدركات الفاعلين، ؛ ((( وحتى أفعالهم. فُينظر إلى ثالثة تهديدات على أنها مشتركة، وهي: اإلرهاب واالتجار بجميع أنواعه (المخدرات، األسلحة، إلخ)؛ وتدهور البيئة، والتي ينبغي أن يضاف إليها الهجرة غير النظامية. وتتطلب هذه التهديدات تعاونًا عبر الضفّتَين لطبيعتها الشاملة، وألنها شواغل أمنية لكال الضفّتَين فهي تتطلب سياسات وطنية فعّالة ينبغي أن يقوم عليها التعاون اإلقليمي. ويعد انتشــار أســلحة الدمار الشــامل التهديد الوحيد (الواسع) ذا الطابع العســكر ، لكنــه غائب في واقع الحال ومــا مِن دولة في الجنوب لها مطالب . مــا يجعله مصدر خالف: ما بين الدول العربية التي تفضّل ((( فــي هذا المجال عن التعاون في هذا المجال، بين االتحاد األوروبي وجيرانه في الجنوب، يراجَع: ((( Christian Kaunert, Sarah Léonard et Ori Wertman, « EU Counter-Terrorism Cooperation with the Middle East and North Africa », in Eugenio Cusumano et Stefan Hofmaier (eds.), Projecting Resilience Across the Mediterranean (London: Palgrave Macmillan, 2020), p. 87-102. امتلكت ليبيا على عهد القذافي برنامجًا أوليًا لتطوير أســلحة الدمار الشــامل تخلّت عنه في كانون ((( بعد اتفاق جرى التوصل إليه مع الواليات المتحدة وبريطانيا. وتعهّدت ليبيا بموجب 2003 األول/ديسمبر شروط هذا االتفاق بإزالة المواد والمعدات والبرامج وكذلك جميع عناصر األسلحة المحظورة (الكيميائية والنوويــة)، والخضــوع لعمليات التفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية و»إزالة جميع الصواريخ كلغ». وبحسب المسؤولين األمريكيين والبريطانيين الذين 500 كلم وسعة حمولتها 300 التي يفوق مداها زاروا المواقع الليبية، فإن ليبيا لم تبلغ «القدرة ال على إنتا أسلحة نووية وال على تخصيب اليورانيوم». يراجَع: Saïd Haddad, « La Libye et l’Occident depuis 1999 : entre tropisme américain et ancrage euro- méditerranéen », Politique africaine, 209, 2004, p. 187-188 ; William Tobey, « A Message From Tripoli: How Libya Gave up its WMD », Bulletin of the Atomic Scientists, 3 décembre 2014 – https://thebulletin.org/2014/12/a-message-from- tripoli-how-libya-gave-up-its-wmd/ [consulté le 30/11/2018]. استُخدمت ليبيا القذافي دراسة حالة لتحليل الدبلوماسية القسرية التي تمارسها الواليات المتحدة: Bruce W. Jentleson et Chistopher A. Whytock, « Who ‘Won’ Libya?: the Force-Diplomacy Debate and its Implications for Theory and Policy », International Security, 30 (3), 2005-2006, p. 47-86. وعن التوترات بين الواليات المتحدة وليبيا بشأن اإلرهاب يراجَع:
138
Made with FlippingBook Online newsletter